عاد السيد الريسوني إلى المربع الأول: حكاية الشعب الصحراوي وبالرغم انه لم يأت بأي جديد بل ردد ما تتداوله أجهزة النظام المغربي المختلفة ،كما أنه لم يتعرض أيضا للمسار القانوني للقضية ولا لكفاح الشعب الصحراوي ضد الاسبان والتضحيات الجسام التي قدمها في ذلك المجال فإنه بدا كمن لا علم له بحكاية الشعب الصحراوي بتاتا فهو يرى أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب التي قاومت الاسبان سنوات والتقتها البعثة الاممية التي زارت الإقليم ١٩٧٥ وقالت إنها تتمتع بتمثيل واسع للشعب الصحراوي داخل الإقليم يرى انها تأسست فقط بعد خروج الاسبان .
كما أنه في حديثه عن اجتياح الصحراء الغربية لم يذكر اتفاقية مادريد ١٤نوفمبر ١٩٧٥ التي تم بموجبها تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا ، بل قال إنهم استلموا الإقليم من اسبانيا !!
ثم يعود في تحليل متهافت جدا ويسيئ إلى ثلث دول الجامعة العربية تقريبا الى منطق العدد فبالنسبة له كل شعب قليل العدد لا يحق له تقرير مصيره وتسيير شؤونه !!
انه للأسف يتناسى ان القانون الدولي لا يفترض عددا معينا للشعب ولا مساحة معينة للدولة ...
يتأكد لنا جميعا من خلال هذا المقال الذي لا يليق بمن يوصف بأنه عالم أن الشعب المغربي بحاجة لمعرفة حكاية النظام المغربي الذي دجنه حتى أصبحوا جميعا يرددون بدون وعي حكايات غريبة بعيدة تماما من الواقع .
النظام المغربي منذو توقيع الحماية سنة ١٩١٢ من طرف السلطان عبد الحفيظ فقد الشرعية كما يقول المجاهد عبد الكريم الخطابي .
لقد بُني هذا النظام على افكار توسعية اتجاه كل الجيران إلا الشمال طبعا، تعتمد اساسا على مهادنة الاستعمار وتركه يفعل ما يريد حتى إذا حاربت الشعوب وجاءت لحظة نصرها برز النظام المغربي مطالبا "بحقه " في تلك البلدان، فعلها مع الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية وسكت تماما عن سبتة وامليليا.
لقد بينت محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري ١٩٧٥ حول الصحراء الغربية تهافت اداعاءات المغرب وقالت بأنه لامناص من تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
يبني النظام المغربي أفكاره كل ما خانته الحجج على منطق القوة فهو يعتبر نفسه القادر على ابتلاع كل الجيران ، وجعل المغاربة يعتقدون انهم بسبب النظام الملكي فلهم الحق في ذلك بحيث لا تجد مفكرا مغربيا ولا عالما يمكنه حتى التفكير خارج منطق النظام هذا وبسبب أيضا سنوات القمع القاسية في العقود الماضية استسلمت النخبة التي صارت رهن إشارة القصر في كل شيئ ، ومن المفارقات ان التطبيع جاء على يد من كانوا أشد اعدائه ، انه منطق غريب جدا يحتاج لدراسة معمقة كيف يمكن أن يحدث للمغاربة كل هذا ؟
فلا هم يريدون دولة حديثة لا يركعون فيها لغير الله ، ولا هم يبحثون عن دولة يتمتعون فيها بحقوق المواطن بعيد عن منطق الراعية والسيد ، ولا هم يريدون حتى الولوج إلى دولة حديثة يكون لهم فيها رأي بعيدا عن نظام يسير بهم بدون خريطة فمن رئيس لجنة تحرير القدس إلى الارتماء في أحضان اليهود معلنا عن شعاره الجديد: إسرائيل في مغربها والمغرب في اسرائيله .