من أجل بناء إدارة عصرية وقوية

لا يمكن لأي بلد أن يتقدم إلا إذا كانت لديه إدارة قوية وعصرية قريبة من المواطنين. 
طبقا لخطاب رئيس الجمهورية أمام خريجي المدرسة الوطنية للإدارة فإنه من المهم والضروري  نشر كافة المساطر والإجراءات الإدارية وتبسيطها خصوصا المتعلقة منها بالقرارات الإدارية المعتمدة في تقديم الخدمات للمواطنين. 
وعليه فإنه من المهم في نظرنا إستحداث ٱلية جديدة لتعامل الإدارة مع هؤلاء المواطنين وحماية حقوقهم وفقا للقوانين والنظم المتبعة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية. لذالك يتعين على كل مسؤول إداري بلورة خطة واضحة مبنية على خدمة المواطن أولا وأخيرا. 
إن عدم فعالية وجودة الكثير من المرافق الإدارية العمومية أمر جلي وواضح وملاحظ من قبل الكثير من المراقبين والمتتبعين والمهتمين بالشأن الوطني وعلى رأسهم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أكد في خطابه الحاسم بمناسبة تخرج دفعة 24-03-2022 من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، الذي وللإسف الشديد تم تجاهله والإعراض عنه من بعض القائمين على الإدارة في بلادنا  ممن أؤكل إليهم شرف خدمة المواطن  والسهر على شؤونه.. 
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قالها صراحة أمام كبار مسؤولي الدولة أن هنالك إختلالات كبيرة وأنه على كل مسؤول القيام بما يلزم من أجل تقريب الإدارة من المواطن وحضض على أنه ليس من المقبول أن تصل للرئاسة يوميا الكثير من التظلمات  والمشاكل  البسيطة  التي يعد التغلب عليها في غاية السهولة لو أن الإدارة أولتها إهتماما. 
رئيس الجمهورية أكد أنه ٱن الأوان لبناء إدارة عصرية تتمحور حول خدمة المواطن وأن تكون رافعة للتطور والنمو.  وحث القائمين على كافة الأجهزة الإدارية ممن لا يستطيعون القيام بالمهمات الموكلة إليهم الإستقالة وترك مناصبهم لمن هو أجدر منهم وأقوى على حمل هذه المسؤولية التي هي في الأساس  تكليف وليست تشريف. 
طموح رئيس الجمهورية هذا، للدور الذي يجب أن تكون عليه الإدارة يجب أن يطبق عمليا على أرض الواقع لذالك نقترح إنشاء هيئة  متخصصة في متابعة عمل الإدارة وعصرنتها وهذا يستوجب الدخول في تعديلات جذرية وشاملة تعمل على تبسيط الإجراءات الإدارية وتطوير عمل هذه الأجهزة وتقديم تقارير في فترات ليست بالطويلة عن اداء الادارة وكذالك أداء مسيريها هذه التقارير يطلع عليها رئيس الجمهورية مباشرة.
إضافة إلى ذالك يجب على المسؤولين  أيا  كانوا تكثيف زيارات الإطلاع الميدانية للقطاعات التابعة لهم كل حسب تخصصه والاستماع للعمال والإداريين وتفقد سير عملهم وتزكيته أو عدم تزكيته وتفعيل مبدإ العقوبة و المكافئة لأنه وببساطة لا تخلو الإدارة من مسيرين جيدين وٱخرين فاسدين. 
لذالك نقترح على رئيس الجمهورية  العمل على تطوير المجالات التالية خدمة للوطن والمواطن 
  1-تحسين سرعة تقديم الخدمات خصوصا المتعلقة منها بالصحة والتعليم والحالة المدنية والإسكان والعدالة وتلبية الطلبات ٱنيا، الخ... وفي حالة الرفض يحال المواطن إلى جهة ثانية لمتابعة مدى احترام المساطر الإدارية والتأكد أنه لم يتم ظلمه. 
2- تعزيز التنسيق بين الهياكل الإدارية المختلفة؛ 
3-كفالة إدارة الموارد لتنفيذ عمل الإدارة ؛ 
4- تعزيز الشفافية والمساءلة القانونية ومحاربة الرشوة؛ 
5- تكوين كادر بشري يعمل وفق خطط واضحة قريبة من المواطن وتكفل له حقه.

د. اعل الشيخ محمد لمين الدح
مستشار قانوني

أربعاء, 07/09/2022 - 00:02