ما الذي لا يختلف عليه العلماء، وأهل الثقافة، والفكر، والقوة السياسية في كلا القطرين، ؟ وما الذي نختلف فيه مع الريسوني، ومن على شاكلته، حين يفكر خارج مرجعيته الدينية، كما غفل معطيات التاريخ، و باعتباره عالما لم يحكم فقه المصالح العامة في هذه الدعوة، ولا حكم قواعد التفكير السليم ، التفكير الوطني، او القومي ، وهو يطالب باللا وحدة بهذا الأسلوب غير المتوقع منه ..؟
لعل الذي يتفق عليه ابناء المغرب العربي جميعا، هو الرفض المطلق لسياسة" التطبيع" مع الكيان الصهيوني الذي ظلمتم أنفسكم، وامتكم، وتقاعستم شرعا، حين لم ترابطوا جميعا : علماء ، وقادة رأي وطني، ومجتمعا مدنيا، حتى يتراجع حزب العثماني عن "التطبيع" الجريمة، الدينية، والوطنية، والقومية...
وللمغاربة في تاريخهم سابقة، كخلعهم الملك عبد الحفيظ حين ابرم اتفاقية مع الاسبان تمس بالثوابت الوطنية وذلك في بداية القرن الماضي...
ايها العالم الشرعي، السي الريسوني، إنك حين تتكلم عن المرحلة الاستعمارية، وآثارها المدمرة للأمة العربية، إن في المغرب العربي، أم في المشرق العربي..
فإنما انت، كمن يريد ان يرجع بنا الى الوراء ، ويناطح القرون التي ترفع الكرة الأرضية حسب الاسطورة، وذلك زعما منك لتصحيح التاريخ من حواده ، حتى كأن لم تكن تلك الحوادث المأساوية للأمة، وهذا ضرب من اللاتفكير الذي نربؤ بالريسوني عنه...
وإذا كنت حريصا على الرجوع إلى الوراء، فإن المغرب كان الإمارة الثانية للمرابطين، ويعلم الجميع من حوادث التاريخ، أن الموحدين، عمدوا في اغتصاب الحكم على قبيلة "بني مصمودة"، وليس على كل المغاربة، لذلك نطالب، ونسأل : متى يعلن السي الريسوني، أن المغرب، إمارة مرابطية ، وذلك لتصحيح أخطاء التاريخ في مغربنا العربي الكبير...؟
اما عندما يحاول السي الريسوني، أن يكون انتقائيا في تصحيح مسارات التاريخ،، ويتحدث عن التقسيم الاداري، وتوزيع المغانم الاستعمارية في بلادنا،،
فهنا، نجد انفسنا مضطرين لطرح السؤال - لتوضيح للشيخ الوقور الذي نكن له الاحترام، وللمغرب المحبة ، وينبغي، بل يجب أن يبادلنا نفس الشيء، وان يفكر موضوعيا، و عمليا - التالي:
أين كان ملك المغرب حين احتلت فرنسا بلاد شنقيط في أواخر القرن التاسع عشر، وهاجر بعض علمائها، رفضا للاحتلال، و وجد غيرهم بحكم الواقعية المعبرة عن العجز عن مواجهة المحتل، مذعنين، مجبرين لا مخيرين...؟!
واين كان ملك المغرب الذي استقبل البيعة بشروطها التي ذكر السي الريسوني واحدا من ابعادها، وتناسى الباقي.. ؟!
ولعل أعيان شنقيط، وعلماءها - فيما ذكر الريسوني - قدموا البيعة لملك المغرب الذي تم خلعه فيما بعد،، من اجل الحماية العامة، وليس لا رتهان من جاء للمغرب من بعد العلماء، والاعيان في بداية الاستقلال، كقادة حزب حركة النهضة حين وصلوا المغرب متاخرين طالبين المساندة لمواجهة المحتل، فكان من أمرهم، ما هو معروف لدى الجميع، الامر الذي حملهم على الانسحاب من الحياة السياسية.
ثم ألم يكن عدم الاستجابة للنداء الوطني لتحرير شنقيط يومها، تفريطا من الملك محمد الخامس الذي لم تحصل معه البيعة، ولعل هذا مبرره الشرعي،،كذلك من جاء بعده، الامر الذي اقتضى شرعا فسخ "البيعة" العقد الاجتماعي، اذا كان يعبر عنه في فترة سابقة بتلك البيعة المذكورة؟
ولهذا فعلى العالم ، السي الريسوني، أن تكون دعوته مجالا لفسخ البيعة من طرف الملك، لا ان يطالب بأثرها بعد أكثر من مائة، وثلاثين سنة،، وأنه في هذا المجال، كمن يقرؤ الآية، " ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" (صدق الله العظيم)، ولم يكملها...
ذلك ان البيعة المذكورة ، إذا سلمنا بها افتراضا، قائمة على الدفاع عن البلاد، واهلها، الأمر الذي يفرض مواجهة المحتلين الفرنسيين في شنقيط، والا، فعلى اي أساس كانت البيعة،، فلتنشر وثيقتها كاملة، لنرى ما فيها من شروط..
....
والشيء بالشيء يذكر في الحاضر، فليتفضل الاخوة المغاربة للوحدة السياسية، إذا كانوا يريدونها مع موريتانيا، كقطر مغاربي، عربي مستقل منذ ١٩٦٠م، وبالشروط التالية في تصوري الخاص، كواحد من القوى الحية التي تؤمن بمبدأ الوحدة العربية ، ولن نمانع في وحدة سياسية بين قطرين عربيين على أساس ما تجلبه للجميع من التقدم، والتطور، وبناء المستقبل لابناء الأمة في هذين القطرين، ولتكن:
١- وحدة فدرالية لتوحيد النظام السياسي على أساس جمهوري، وليس ملكي لتجاوزه في هذا العصر الذي تنشد مجتمعاتنا فيه لتقدم والتطور الحضاري للأمة، بينما النظام الملكي في المجتمعات المعاصرة ملكية دستورية على الأقل خلاف ما عليه الحال في اقطار عربية، الأمر الذي جعلها غير مطلوبة لدى الراغبين في توحيد اقطار الأمة العربية..!
٢- قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني،،
٣- وارجاع يهود المغرب اليه من فلسطين المحتلة الى المغرب...
٤- واسترجاع ما تبقى من مدن المغرب تحت الاحتلال الاسباني،، وذلك تجديدا لمبدأ المرابطين في تحرير المغرب من الفساد، وتعزيز الاستقلال الذي يطرح أولوية تحرير مدينتي سبتة، ومليلة... ونحن لها جميعا.
فهل يقبل السي الريسون، والاخوة المغاربة بالوحدة السياسية على الأسس المذكورة ؟