رسالة من جنود مجهولين 

إلى معالي : وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي... المحترم، 

سيدي الوزير، قد تكونوا من بين الوزراء الذين أمضوا أطول فترة في وزارة التهذيب التي تُعد من أصعب الوزارارت تسييراً ؛  وهذا ما جعلكم على معرفة كافية بخبايا واحدة من أكثر الوزارات تعقيدا. فموظفوا التعليم يمثلون أكثر من 60% من منتسبي الوظيفة العمومية..فهذا العدد  يحتاج تسييره لجهود مضنية تطلبت من جنود مجهولين وصل ليلهم بنهارهم لخدمة المدرس والإداري وعمال الدعم في القطاع وتمكينهم من مستحقاتهم في ظرف قياسي . بالنظر إلى الو سائل المتاحة وإلى  عدد العاملين في DRH المداومين بشكل رسمي.

معالي الوزير  ليس من الإنصاف أبدا حرمان موظفي المصادر البشرية (رؤساء المصالح والأقسام)؛  من الدمج في سلك موظفي الدولة؛ فهم على سبيل المثال لا الحصر : 

يشتغلون على قرارات التقدمات التي تضم أكثر من 20 ألفا في قرار واحد كل سنة 

- وهم من يتولون إعداد  مقرارات الاكتتاب سنويا لمئات الخريجين من مدارس تكوين المعلمين والمدرسة العليا للتعليم.

- وهم الذين يحررون ويترجمون ويدققون قرارات الترقية للموظفين وعلاواتهم الخاصة؛ فضلا عن قرارات الإعارة والتقاعد والوفيات وتصحيح الأسماء وأرشفة الملفات ..

- وهم الذين يتولون تنفيذ رسائل التعليق ورفعه والخصم المرسلة  من قبل الإدارات الجهوية للأساتذة  والمعلمين ومقدمي الخدمة.

وهم من يضيفون أبناء الموظفين على كشوف رواتبهم ويسهلون مهمة تأمينهم لدى الصندوق الوطني للضمان الصحي..

ورغم هذا الجهد الجهيد الذي تشرف عليه خمس مصالح يتبع لها 23 قسما؛ تمت مكافأة أصاحبه بحرمانهم  من الدمج في سلك مسيري موظفي الدولة؛ الذي مٌنح لنافذين لم يكتبوا رسالة إدارية ولم يتابعوا ملف موظف واحد ..المهم أن يحصلوا على الامتيازات دون اي وجه حق.

معالي الوزير لوتقف رؤساء الأقسام في DRH عن عملهم لحظة لتجمهرت عشرات الآلاف أمام مكتبكم وفي ساحة الحرية مطالبين بمستحقاتهم المتأخرة.

إن المهمة النبيلة التي يقوم بها هؤلاء الجنود المجهولين المتمثلة في : 

تمكين ذوي الحقوق من حقوقهم في الوقت المناسب.

- المساهمة بشكل فعال في خفض وتيرة الاحتجاجات والتذمر ؛ وغيرها 

- الحفاظ على انسابية التدريس داخل الفصول ..تمنحكم فرصة تاريخية لإنصافهم  من خلال الدمج في سلك موظفي الدولة ..خصوصا وأنهم كانوا رؤساء أقسام حين تم استحداث هذا السلك الذي اختطفت دفته الأولى من قبل نافذين لاعلاقة لهم بتسيير الموظفين...

معالي الوزير  إن الجنود المجهولين إذ يمنحونكم فرصة تاريخية لاتخاء قرار تاريخي بإنصافهم؛ ليحملونكم في الوقت ذاته مسؤولية تعريض حقوقهم لعواصف المجهول. فلكم حق   الاختيار ؛إذن؛ بين  دخول التاريخ من بابه الواسع أو الخروج من النافذة على غرار وزراء سابقين ...

الجنود المجهولون...

 

سبت, 02/07/2022 - 13:12