منذ أن انتهت أعمال مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و بعض ردود الفعل، تسجل من هنا و هناك،ارتياحا أو تحفظا، مما حصل و يحصل، منذو تولى ولد غزوانى تسيير الأمر العمومي.
و ضمن هذا الجدل الجدي أو المفتعل،علقت و ناقشت،و رغم حرصى على تمثيل جميع أبناء الوطن،فى خيرات و مسؤوليات وطنهم،دون غبن أو تمييز،ألا أن بعض ملامح التهميش بدأت تطال الجهة الشمالية،على حساب جهات أخرى، أكثر حضورا فى الحكم و العهد الحالي،و التنبيه لهذا المعنى،ينبغى أن لا يفسد للود قضية،و الهدف من هذا التذكير، بأسلوب ما،ليس استهداف الوحدة الوطنية المقدسة،و إنما تأكيد رفض الظلم.
فمهما كان حضور الآخرين،فدور الولايات الشمالية فى تأسيس الوطن و جيشه و اقتصادته و لحمته الوطنية،ليس موضوع جدل أوغموض، لدى أي كان،و المنصفون من جميع مشارب الوطن،لاشك يعرفون تفاصيل ذلك، و يشهدون به.
و لكن بعض ملامح التكليف و التعيين و الاهتمام الرسمي،تبرر بموضوعية،مخاوفنا من التهميش،و ربما إذا سكتنا أكثر،سيتجسد ذلك أكثر،حتى نصبح نقطة ضيئلة، فى بحر زاخر من الإهمال و التجاهل،و هذا ما لا ينبغى و لا يليق،و الأمور عموما مجرد نقاش و سجال،ضروري لدفع الركود من حين لآخر.
أما ما ذهب إليه البعض، من التحامل و التضخيم،فلكل حريته فى طريقة تعامله .
و عموما لا أتكلم من فراغ،الولايات الشمالية تستحق الإنصاف و مكانتها منذو نشأة الدولة الموريتانية،اجتماعيا و إداريا و إقتصاديا،تستدعى الاعتراف و التثمين.
كما أن الأب المؤسس، المختار ولد داداه، رحمه الله،وجد حضنه الاجتماعي و السياسي، فى الشمال عموما،و أطار بوجه خاص،و أغلب وقائع المقاومة العسكرية،حصلت فى مناطق مختلفة من الشمال،(...)
كما انطلقت حركات سياسية و حقوقية و نضالية، من ثانوية أطار أو دواخل تلك المدينة العريقة،مثل حركة الكادحين و حركة الحر و جبهة البوليزاريو!.
أطار و آدرار و الشمال عموما،قلعة أصيلة صلبة،يستحيل تجاهلها بإختصار،و ما حصل البارحة فى مؤتمر الحزب الحاكم، من تدنى مستوى تمثيل الولايات الشمالية،لا يدل على الحنكة السياسية،كما أن نسبة التكليف الرسمي متدنية جدا،منذو تولى الرئيس الحالي سلطة البلاد،عافاه الله و وفقه.
و ستظل الوحدة الوطنية، فى مأمن و حصانة ،بإذن الله،لكن صمام الأمان لتحصين ذلك المكسب الحساس،هو إنصاف الجميع و التوازن و حسن الشراكة.