بالفعل نحن بحاجة ماسة لبناء الجمهورية على أسس سليمة تجنبنا الاختلالات المشاهدة في تسيير الدولة وبحاجة كذالك لاستشراف للمستقبل ومشاكله القادمة ومحاولة وضع خطط على المدي الطويل. وكلنا نتذكر رؤية ٢٠٣٠ التي ماتت في المهد. عقلية البدوي وعدم تخطيطه للمستقبل هي أكبر حاجز في وجه تقدم هذا البلد.
الحوار مع من؟ للأسف من سيحاورون نيابة عنا أغلبهم لا يملك استشرافا حتى للمستقبل القريب، أحدهم يتربع على رأس حزب تتقاذفه الأزمات سيجلس وينظر عن مستقبل بلد وهو العاجز عن تسيير حزب، آخر بايع قائدا عربيا على المشرط والمخرط دون أن يفكر بضرر ذلك على مستقبله السياسي وآخر رغم تاريخه النضالي صار إذا أعطي سكت وإذا منع غضب. نحن رهائن منذ عشرات السنين في يد نخبة بلا رؤية للمستقبل ولا تفكير فيه هي من يحاور باسمنا ويقترح باسمنا. للأسف تم تمييع كل شيء في هذا البلد، استبشرنا خيرا بالمشاورات حول التعليم لكنها لم تفض إلى نتيجة، فقط بالصراخ والفوضي كانت تقبل المقترحات وأغلب من كان في القاعة كانوا أناسا متوسطي التعليم ومن وحيدي اللغة.
وكما تعلمون لم يفض ذلك التشاور إلا إلى نتائج هزيلة بعدها تم اللقاء مع رجال الأعمال وصار الجميع رجال أعمال، مع أن أغلبهم تيفاية وموردون للدولة يحلبونها ليل نهار، إضافة إلى صاحب بنك أو إثنين، وغاب رجال الأعمال الحقيقيين من أصحاب المصانع والمزارعين.
إذا لم تتخذ إجراءات تراعي الكيف قبل الكم في الحوارات القادمة فعلى مستقبل هذا البلد السلام. من حقنا أن نرفض حوار أحزاب الحقائب باسمنا سواء كانت من الأغلبية أو الموالاة، وبدل ذلك أقترح حوارا يشارك فيه مثقفو البلد في الداخل والخارج بمقترحات مكتوبة للنهوض ببلدنا على المستويين القريب والبعيد، تناقش في مجموعات مغلقة بعيدا عن صراخ قصر المؤتمرات وصوتيات مثقفي واتسآب.