بلادي وأن هانت علـى عزيزة
ولو أننى أعرى بها وأجـوع
ولى كف ضرغام أصول ببطشها
وأشرى بها بين الـورى وأبيع
تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها
وفى بطنها للمجدبين ربيع
أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغى
خلاصا لهــا؟ إني اذن لوضيع
وما أنا إلا المسك فــي كل بلدة
أضـوع وأما عندكم فأضيع
*الشريف قتادة أبو عزيز*
1.
تخرج *محمد ولد احمدناه ولد اسويدات* من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بالمملكة المغربية، سنة 1989 بشهادة *مهندس في علوم الثروة البحرية* ولما عاد إلى وطنه، ذي الشواطئ الغنية بالأسماك، لم يجد فرصة عمل، مما اضطره للتنقل من انواكشوط، مقر إقامة عائلته، إلى العاصمة الاقتصادية انواذيبو حيث عهد إليه الأمير سيد أحمد ولد أحمد العيده، رحمه الله (أحد أقاربه) بتسيير مؤسسة رجاء للصيد، التي كانت آنذاك على حافة الإفلاس، ولم تكن تملك إلا قارب صيد واحد متهالك.. صبر محمد وتمكن، بشق الأنفس، بعد عدة سنوات من ادخار تكاليف السفر إلى الولايات المتحدة الآمريكية وهناك توفرت له الظروف ليثبت جدارته العلمية.
2.
عندما استقر صاحبنا في المهجر انخرط في البحث العلمي وحقق نجاحات فوق العادة مكنته من الحصول على براءات اختراع وعلى مراتب علمية رفيعة وجوائز بملايين الدولارات وتوج مساره العلمي بتعيينه عميدا لكلية الزراعة وعلوم البيئة في كارولينا الشمالية، سنة 2018.
3.
عندما استقر ولد اسويدات في بلاد العم سام وانهمك في الدراسة راوده الحنين للوطن وتمهيدا للعودة اشترى سيارة مستعملة وشحنها إلى موريتانيا لاستخدامها عندما يعود لقضاء العطلة في وطنه وبين ذويه وطلب الإستفادة من تسهيل إعفاء سيارات الطلاب من الجمركة، طبقا لترتيب كان ساريا آنذاك، ووكل من يودع طلبه ومرفقاته وبينما كان الملف في السلم الإداري إذ علم أن إدارة الجمارك باعت السيارة بالمزاد العلني.. حينها اتصل بي طالبا المساعدة، وربما كان في ذهنه أن عناية المحامي الموريتاني تحقق النتائج ذاتها التي تحققها عناية الزملاء هناك.. وعلى الرغم من أني تبينت أن إدارة الجمارك لم تحترم الآجال القانونية بين إعلان البيع وإنفاذه وأن ذلك كان جليا من تاريخ الإعلان، إلا أنني أذكر أن جهودي ما كانت لتفلح في استرجاع السيارة لولا تدخل رجل الأعمال محمد ولد كركوب (أحد أقارب ولد اسويدات).
4.
عندما يعود عميد كلية الزراعة في كارولينا الشمالية إلى موريتانيا وألتقيه سأعرض عليه أن يزور شمامه وسأطلب منه استشارة مجانية لوزارة الزراعة والبيطرة الموريتانية يضمنها النصائح التي تحقق في نظره أفضل استفادة من المناطق الزراعية في موريتانيا. وسأوعز له أن يفكر في تمويل مشاريع زراعية في وطنه الذي أراهن على أنه لا يبغي به بدلا.
المحامي/ محمد سيدي عبد الرحمن إبراهيم