بغض النظر عن طبيعة الخلاف الذي نشب بين الرئيس السابق والرئيس الحالي، وسعار الشائعات والشائعات المضادة، التي استشرت كالنار في الهشيم بين أنصار الطرفين الممتعضين من التداعيات، حيث يلوم أنصار ولد الغزواني، الأخير علي حلمه وتعقله في التعاطي مع القضية! في حين يلوم أنصار عزيز رئيسهم علي تراخيه وعدم لجوءه إلي التصعيد، بل إن بعضهم طالبه باسترداد السلطة عنوة عبر انقلاب عسكري! بغض النظر عن كل هذا، فقد خرجت بنتيجة مفادها أن الرجلين قدما لناكموريتانيين وعرب وأفارقة درسا في إدارة الخلاف.
من منتصف نوفمبر الفائت حبس العالم أنفاسه ولمدة أسبوعين، متوقعا سماع البيان الأول، أو إنقسام المؤسسة العسكرية بين المحمدين، ولم يحصل ذلك لله الحمد.
ومنذ خمسة أسابيع والموريتانيون يعيشون حالة هياج وترقب لمآلات الخلاف بين الرجلين، فما كانت الخلاصة :
إجابات محمد ولد عبد العزيز علي أسئلة الصحافة في مؤتمره الصحفي ليلة البارحة أماطت اللثام عن الكثير من الغموض الذي اكتنف هذه القضية، ورغم مقتي الشديد لتسييس المؤسسة العسكرية الجاثمة علي صدورنا منذ أربعة عقود، عاثت فيها فسادًا وإفسادًا، إلا أنني أرفع القبعة عاليا للرئيسين محمد عبد عبد العزيز ومحمد الغزواني.
إختلاف بين رئيسين في دولة متخلفة من دول العالم الثالث، وكلاهما من المؤسسة العسكرية، دون اللجوء إلي العنف أو تقسيم المجتمع. إدارة الخلاف بطريقة سلمية. ودون إراقة الدماء أو عنف أو حبس. هذه سابقة موريتانية، يحق لنا كموريتانيين أن نعتز بها ونثمنها.
إدارة الخلاف بالحوار وبالطرق السلمية، دون عنف أو تشنج مؤشر علي رقي ونضج الشعوب.