فى مثل هذا اليوم وصل معاوية للحكم ،12/12/1984،و أزيح ولد هيداله،و خرجت الجماهير،كعادتها عند كل انقلاب، مرحبة بالتغيير،و خرج الشباب الناصري من السجون و صدر العفو عن الكثيرين،و خاض معاوية 21 سنة، بين اللطف و الحسم،و أثار الارتياح مثلما أثار الجدل،ثم خرج من السلطة، يوم الأربعاء 3/8/2005،على يد حارسه عزيز، و مدير أمنه، إعل ولد محمد فال، رحمه الله،لكن الانقلاب على معاوية لم يشهد ترحيبا جماهيريا عفويا البتة،و اتضح مع مرور الوقت، فى جانب تسيير المال و العفة،أن الرئيس معاوية كان أفضل بكثير.
ففى زمن معاوية ازدهرت الأعمال و عرف رجال الأعمال، من كل مشرب و منحى من المجتمع،و أتيح لكل فئات المجتمع الاستفادة من المال العمومي،كما ازدهرت حركة الثقافة و التأليف و الإبداع الفني و الشعري،حتى لو كان ذلك لصالح النظام،أما بعد ذهاب معاوية عن الحكم،فقد بحت الحناجر و تحجرت العقول و انحسر الأمل،و رغم الجوانب الحقوقية و العلاقة المقية مع الكيان الصهيوني،فقد يصعب أن يتاح للموريتانيين نظام سياسي فوضوي مرح،يناسب طبيعتهم الخاصة،كما حصل أيام معاوية ،الذى مازال يحن له الكثيرون،رغم فجواته و عثراته،و لكل تجربة بشرية ربما،صواب و خطأ.
و تحت ظل هذا النظام، على خلاف فترة ولد عبد العزيز،شكل بعض أبناء عمومته، المقربين الميسورين،فرصة للموريتانيين ، لقضاء حوائجهم و إبلاغ شكاويهم،بينما شكل عزيز طبقة من رجال الأعمال،ظلت فى أغلبها بعيدة من الناس و التعاطى المنفتح.
فى هذه الأيام يتردد الحديث عن احتمال عودة معاوية لأرض الوطن،و هو أمر يسرنى، لكنى أستبعد إقدام معاوية عليه،رغم الاختلاف البين بين أسلوب غزوانى و عزيز.