واهم من يتصور أن مشكلة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية،ستنفرج بسرعة.
باختصار، لأن ولد عبد العزيز عنيد أو "ما يبرك جمل فى العافية "،كما يقال فى المثل الحساني.
فولد غزوانى حكم من دون سند أمني، على صعيد الأمن الرئاسي،بوجه خاص،كما حكم من دون سند برلماني، شكله لنفسه و نظامه الخاص.
و قد من الله عليه،عبر عودة ولد عبد العزيز و تحركاته المثيرة، فخرج من خطر تكرار،نموذج سيد ولد الشيخ عبد الله،لأن "بازب"،هي العقدة و الخطر الرئيسي على حكمه الناشئ،أما بقية الجيش فمن الراجح أنه فى صف ولد غزوانى،سوى ولد احرياطنى، قائد القوات الجوية.فتحركه وحده غير مسنود بريا، لا معنى له،و قد لا يكون ربما راغبا فى المغامرة، أو دخول نفق مظلم،غير محسوب العواقب.
و أما معركة الحزب الحاكم،بحكم القانون،عبر استيلائه على أغلب النواب،فقد لا تحسم بسهولة،و لا عن طريق عقد مؤتمر،فثمة خيارات أخرى،منها اللجوء للقضاء، و أسلوب الرشوة و التهريج السياسي،لأن عزيز طليق السراح،و قد اكتسب بصورة مشبوهة، مليارات الأوقية،و مصر على الرهان على معركة الحزب و الرجوع للواجهة!.
و قد يضطر ولد غزوانى، لانتخابات نبابية سابقة لأوانها.
و كل هذا المسار و السيناريوهات المتعددة،تدل على تعقد مشهد الصراع بين"الصديقين"،و مآلاته غير المحسوبة و لا المعلومة سلفا!.
و لعل للمال دورا محوريا، فى السياسة و منافساتها،حيث خرج ولد بوعماتو مغاضبا، و رغم ذلك بقي فى المشهد، بسبب بذله ،و كذلك عزيز، ستكسبه ثروته،حتى لو كانت مشبوهة،مكانة ما، فى اللعبة و النزاع الجارى.
مجرد أمور بحاجة للحسم،بعيدا عن دعاوى "الأخوة و الصداقة" .
فالدولة و استقرارها أولى من تذكيرنا باستمرار، بصداقة غزوانى و عزيز!.
و قد تنجلى الصداقة، المنهارة تدريجيا،من جانب كلا الطرفين، تحت ضغط المصلحة الخاصة، حتى يصبحا على مستوى الموالاة،فسطاطين.
فسطاط مع من دانت له السلطة،و قلة ربما، مع من يلهث وراءها ،للاقتراب منها من جديد.
إذن الدولة مقبلة لا محالة، على تجاذبات حزبية و إعلامية و سياسية،ذات بال و مغزى و انعكاسات محورية.
و إذا أراد أحد الطرفين أن يفقد أوراقا مهمة للنجاح فى هذه المغالبة المصيرية،فليحسب للصداقة و الماضى، أكثر مما يستحق.
و عموما لا داعي لاستعجال توقيت حسم هذا النزاع الحزبي و السلطوي،فالأمر أعقد و أصعب،مما قد يتصور بعض الحلماء.
و قد يستدعى الإقدام على توقيف ولد عبد العزيز، للمحاكمة، فى مثل هذه الظرفية الهشة،المزيد من الاحتياطات الأمنية و ردود الفعل، المرحبة أو الرافضة ،من قبل بعض مقربيه،و ربما الأحزم ما يتبع الرئيس من تأنى و تدرج.
و عموما تكرار سيمفونية الصداقة،رغم خطورة الملفات المثارة،ربما سيبقى أقرب للسخرية،حسب قطاع واسع، من الرأي العام الوطني.