ينعقد في نواكشوط فاتح يونيو 2021 ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات العربية التي أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة والذي تنظمه الشارقة، إمارة العلوم والثقافة، بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة - حفظه الله ورعاه -، الأب الروحي للمثقفين العرب، حيث عمل على رعايتهم وتقدير إبداعهم. هذا الملتقى هو استمرار لرؤية سموه العميقة التي اتخذها قبل عقود، والتي انعكست في دعمه للثقافة والأدب العربي بمختلف أشكاله. كما يعكس حرص سموه واهتمامه بتمكين المثقفين في العالم العربي. لقد وصل إلى كل بلد عربي، بفضل الله ثم بالجهود الجبارة لدائرة الثقافة في الشارقة، دعم الشارقة المبارك للكتاب والمبدعين وأدخل الفرح والسرور في قلوبهم وحفزهم على الإبداع.
تأتي مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة الجديدة استمراراً لمشروع الشارقة الثقافي العربي، ولما بدأه سموه منذ عقود. ولا شك أن مبادرة كهذه ستساعد في تعزيز دور المثقفين والكتاب العرب. إن تكريم المثقفين، بغض النظر عن توجههم الفكري، يمثل اعترافا بدور المفكر وبالمكانة التي يستحقها المثقف العربي وبإسهامه الفكري في مجتمعه؛ وهو اعتراف بإنجازاته المؤثرة في ثقافة المجتمع. إن "ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي" يؤكد تألق إمارة الشارقة في المجال الثقافي. هذا التألق قديم، فالشارقة أول إمارة لديها مدرسة ومكتبة في دولة الإمارات العربية المتحدة ولها تاريخ طويل في تنظيم الأحداث الثقافية. فضلاً عن كونها مركزًا للأحداث المتعلقة بالكتاب. فمعرض الشارقة الدولي للكتاب، نظم لأول مرة في عام 1982، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وأصبح هذا الحدث من أهم فعاليات النشر في العالم، والأكبر في الوطن العربي.
هذه المبادرة ليست غريبة على سموه، حيث استمر في دعم الثقافة العربية والارتقاء بالعمل الإبداعي في جميع الدول العربية، وهي أكثر من مجرد احتفاء بالإنجازات الفكرية والأدبية للشخصيات المكرمة، وإنما هي رسالة عميقة تؤكد المعاني الإنسانية والقيم السامية التي ينادي بها مشروع الشارقة الثقافي، وتعبّر عن الحب والوفاء من سمو حاكم الشارقة. إن دعم الشارقة للثقافة في موريتانيا قديم متجدد. أذكر بعض محطاته البارزة:
في سبتمبر 2015 افتُتح بيت الشعر في نواكشوط، بمكرمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، دعماً لحركة الشعر العربي وتأصيلاً لمسيرة ديوان العرب ودوره في تقارب الشعوب والتقاء الفكر والمعاني وجزالة الكلمة. دأب بيت الشعر على تنظيم مهرجان نواكشوط السنوي للشعر العربي بإمضاء "ثقافة الشارقة" وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وفي كلمته بالمناسبة قال سعادة عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة: «إن افتتاح بيت الشعر في نواكشوط يمثل مناسبة جديدة تمتد فيها جسور الثقافة والأدب لتقوية الروابط وشد الأواصر بين الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية، بين عاصمة الثقافة العربية والإسلامية الشارقة وبلد المليون شاعر.» بيت الشعر في موريتانيا يدخل ضمن مشروع ثقافي طموح تشرف عليه وتموله حكومة الشارقة للنهوض بحركة الشعر العربي. بدأت تحضيراته في موريتانيا منذ عام 2012، بعد زيارة رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة عبد الله العويس ووفد هام معه وإشرافهم آنذاك في كلية الآداب بجامعة نواكشوط على أول ملتقى للشعراء الشباب في موريتانيا تم خلاله تكريم عدد من الشعراء الشباب البارزين ماديا ومعنويا ودعوة بعضهم لمهرجان الشارقة للشعر العربي.
وفي سنة 2017 وجّه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ـ ضمن جهوده السبّاقة في دعم المعرفة والثقافة ـ بدعم وتأسيس "مجلس اللسان العربي" في موريتانيا، ليكون حاضنة تربوية وعلمية لنخبة من علماء اللغة العربية الموريتانيين.
وفي فبراير 2021 نُظمت الدورة السادسة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي، الذي يعد امتداد لملتقى الشارقة للشعراء الشباب الهادف إلى تكريم الشباب المبدعين الموريتانيين. القصائد الشعرية المشاركة ستجمع بين دفتي كتاب يتم توزيعه في عموم الوطن العربي.
هذا التكريم يشكل إضافة نوعية للجوائز الثقافية العربية. وأنا إذ أتشرف بأن أكون من ضمن الشخصيات المكرمة، فإنني أعتبره تقديراً لوطننا العزيز الذي اشتهر بعلمائه الشناقطة. فشكرالحكومة الشارقة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي ظل وما زال يحتفي بالثقافة والأدب في عالمنا العربي.