الدخل والطلب والإنتاجية، ثلاثة رافعات تقتضي التناسق و الحركة جنبًا إلى جنب، و أن تعزز بعضها البعض و لمدة طويلة، لأن ما يهم هو معدل التحسن و ليست نقطة الإنطلاق. ما يحدث في موريتانيا هو أن الحكومة تنفق على البطالة المقنعة (الموروثة) وترفع الأجور و ترسل التحويلات من أجل تعزيز الإستهلاك و رفع المستوى المعيشي. فالإستهلاك يرفع وتيرة الحركة الإقتصادية. المشكلة هي أن الرسالة الضمنية تتعارض مع الإنتاجية و بدون رفع مستوى الإنتاجية سنعود إلى نفس الدورات التي تعودنا عليها و التي انتهت أغلبها بإعادة جدولة الديون. لتعزيز الإنتاجية ، يجب أن نستثمر في التعليم و الصحة لأن الفرد المتعلم والصحي غالبا ما يكون أكثر إنتاجية. كما يجب أن يتعامل صانع القرار مع المدن بعقلية المهندس، فهي محركات النمو و مخابر للإختصاصات. المدينة كقطعة أرضية مغلفة ببنية تحتية مادية من طرق و منشآت، و معنوية من أنظمة و قوانين و أعراف .وعلى أساس الغلاف تقدم خدمات لائقة و موثوق بها. خدمات الإسكان والمياه والكهرباء والشرطة والمستشفيات و النقل و الإتصالات.... التحضر رافعة من رافعات الإنتاجية و المدينة مكان للعيش الكريم! و العمل و إكتساب المهارات...