حسنا فعلت وزارة الخارجية الموريتانية و من ورايها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بتطبيع العلاقات مع الاشقاء في قطر انهاء لقطيعة ماكان يجب لها ان تحدث فآخر طرق الشفاء الكي ونحن كمغاربيين ماكان يجب ان نكون الا اداة للتقريب ببن اشقاءنا المشارقة وحتى ولو امسكنا قطر بالجرم المشهود فماكان يجب ان نكون ابدا رجع صدى لاي بلد مهما كان حجم صلاتنا به بل نختار اجندتنا وتوقيتنا المناسب لا تخاذ مايلزم، مع ذلك وبعيدا عن كل مجاملات وبعيدا كذلك عن عواطف جياشة لبعض الكتاب الذين احتفوا بالخطوة وهذا حقنا و حقهم لكنهم شرعوا في النهاية في جلد بلدهم بشكل مقزز.في افتيات على الضمير الجمعي ليتركوه بعدها ينتظر عفوا اميريا فليعف عنهم هم او ليعذبهم الامير . القطريون اشقاؤنا ظلمناهم او ظلمونا، تفاصيل كثير من ذلك لا نملكه فقد يكون نتاجا لشطط حاكم او لملفات في اضبارات الامن الخارجي، الاهم الان ان نفتح الصفحة ناصعة من جديد ، وهنا فان جملة امور ينبغي التوقف عندها لتوطيد علاقات استراتيجية دايمة بين بلدين شقيقين:
اولها ان العلاقات بين الدول يجب ان تظل دايما علاقات متكافءة يطبعها الاحترام المتبادل فما كل النخب تخضع للتاثير و لا كل الساسة يقبلون بالإملاءات والاهم من كل ذلك ان البيوت يجب ان تدخل دايما من ابوابها.
ثانيها:اننا في الجمهورية الاسلامية الموريتانية ورغم انا لم نتوفق بعد في استثمار ماحبانا الله به من ثروات لننثقل الى مصاف الدول الثرية فان الموريتاني وبطبعه يستشعر دايما دورا حضاريا وواجبا دينيا وقوميا تجاه غير ه من العرب والمسلمين باعتباره في الاصل قايما على ثغر ووريث دولة اخرت سقوط الاندلس 400 عام و من على ارضه انساح الاسلام والثقافة العربية الاسلامية الى عموم افريقيا الغربية كما انه لاحقا رده شرقا ينابيع صافية وهو دور يقبل التكامل لكنه لا يرضي الالحاق.
ثالثها:ان موريتانيا تركيبة و تاريخا وموقعا هي اقصر الطرق وانجعها في التاثير والتفاعل مع هذه المنطقة وان لها ادوارها التي لايلعبها سواها كما ولها وقرهافي النفوس ، امر فطن له القادة العرب الكبار الراحلون رحمهم الله عبد الناصر ،فيصل ،صدام حسين الشيخ زايد وبالامس القريب الشيخ صباح الاحمد الصباح فجاءت مواقفهم معها تعاونا ودعما غير محدود وتفهما حتى لاصعب المواقف ،يكفي هنا فقط التذكير باعتماد مصر الناصرية موريتانيا مفتاحا للباب الصيني وقولة صدام الخالدة عروبة فلان ولا اسلام علان ادراكا منه انه حين تسلب الاولى فقد لايبقى الثاني في المنطقة كما ان وصايا زايد واصرار الاحمد الحضور الى انواكشوط رغم مرضه وغيره كانت ابلغ تعبير.، وحسنا فعلت القيادة القطرية حين ابقت الخلاف في مستواه الرسمي استفادة ربما من تجربة اختلاف موريتانيا ونظام العقيد لقذافي رحمة الله عليه وادراكا كذلك بانها منتج اصيل لبعض الاسلحة القطرية الاكثر تاثيرا.
رابعها اننا واخوتنا القطريين مطالبون بقراءة
مشهد العشرية الفايتة بتمعن عسانا وبقية العرب ننجح في تقليل خساير الامة، فقد تكون فاعلا في مشهد ولكن حينما لا تكون حاضرا في صياغة مآلاته تصبح عرضة للتحول من فاعل خير مفترض الى مدماك تدمير ،فالعدو الاستراتيجي للامة لا يمكن ان يؤتمن على مشاريع نهضتها فذاك قمة العمى،، ان التغيير المستحث غربيا بالدبابات والطايرات كان عديم النفع للامة بل وضارا لها افتى بذلك المفتون او سكت عنه الساكتون،لا احد ينبغي ان يصم الاذان عن صرخات المعذبين او المقهورين لكن استبدال الاستبداد الداخلي بالاحتلال الاجنبي خسران مبين، تماما كما هي المغالاة في الدعوة الى سلام لايجلب الحقوق بين عزل مظلومين وبين مدججين ظالمين. لقد آن الاوان لندرك مدى فداحة كثير من الخيارات الخاطية فحين ينتهي الشحن و التحشيد الطايفي في العراق الى القضاء على شوكة اهل السنة بمعاقل اهل السنة عبر جعلها ملاذا لكل متطرف او عميل استخبارات لا يكون العمل رشيدا وحين يتحول الثوار الى مرتزقة يشحنون من مكان الى مكان لا نكون امام بسط للحرية والتطور بل ازاء اوطان تتحول الى ساحات يلعب فيها الكل حتى الهواة.
نحن والقطريون نشترك بانا نعد الاصغر في منظومتينا المغاربية والخليجية وتلك ميزة تتيح اكثر من فرصة اذ يوجد في النهر غالبا مالايوجد في البحر لكنها ايضا تحتم الحذر فالتاريخ والجغرافيا عنيدان بل وعنيدان جدا في بعض الاحيان ،حذر من ان الاستغلال الزايد للفرص ينقلب مآزق وحزازات وان الافراط في استخدام فايض القوة يقود الى الاجهاد وان الحلول من خارج الاقليم باهظة التكاليف ومحدودة الاثر على الاقل في المديين المتوسط والطويل. وحدها المناعة الذاتية اوسلامة المحيط يمكن التعويل عليها في النهاية.
نحن واشقاؤنا القطريون جزء من امة لكن اقاليم هذه الامة لم تعرف تطابقا في مسارات تطورها وبالتالي فلكل خصوصيته التى يؤدي تجاهلها احيانا الى الوقوع في اخطاء قاتلة مع ذلك فهي اقاليم شديدة التداخل والتاثير والتاثر فحين يهتز الامن فى الجزاير او المغرب مثلا لاقدر الله فسيرتد ذلك هنافي انواكشوط علم ذاك اوجهله من جهله هكذا فان من يتصدر للمشاركة في قرارات تمس هذه المنطقة لابد له ان يجري كثيرا وكثيرا من الحسابات المعقدة.
اننا نعول بعد الله على حكمة وتبصر القيادة الموريتانية وذكاء القيادة القطرية الشابة في ان يكون استءناف هذه العلاقات فال خير لطي صفحات ماضية وبداية العمل سوية لبلورة رؤية شاملة تسهم وبما تستطيع في وقف تدهور غير مسبوق في الاقليم وفي التصدي لتحديات ومخاطر هايلة من اطراف تستغل الفراغ الاستراتيجي الناجم عن سقوط بغداد وتحييد طرابلس والسعي لزعزعة امن الجزاير والالتفاف على القاهرة وتدمير الشام، لتحقيق غايات ومكاسب انانيةخاصة ، تحديات نراها راي لعين وهي تتفاعل بسرعة قربنا في الصحراء الكبرى وهناك في مياه الخليج..
ذاك راي شخصي تفاعلا مع حدث مهم نتمنى ان يكون له مابعده والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون.