تعود انطلاقة القوميين العرب إلى الاجتماع الثلاثي في باريز 1929بين: فريد زين الدين لبنان , درويش المقدادي فلسطين , نافع شلبي سوريا وتدارسهم لحال العرب بعد سايكس – بيكو , وسبل لم شملهم .
كانت الجامعة الأمريكية في لبنان تضم أكبر تجمع للشباب العربي من مختلف الأقطار لذلك اتخذوها منطلقا لأفكارهم .
تسموا في البداية : جبهة التحرير العربية , ثم جماعة القوميين العرب , ولما صدر كتاب المؤرخ والمفكر العربي قسطنطين زريق : الكتاب الأحمر 1933, وجاءت أفكاره وتحليلاته موافقة بل ومتقدمة على تصوراتهم وتطلعاتهم تبنوه واعتبروه ميثاقا لهم وحملوا اسم : جماعة الكتاب الأحمر .
بعد النكبة 1948 استلم القيادة : جورج حبش ونايف حواتمة وأحمد الخطيب وأطلقوا عليها : حركة القوميين العرب واتخذوا شعار : الوحدة - التحرر – الثأر , وجعلوا قضية فلسطين محور النضال ومنطلقه وبثوا أدبياتهم الفكرية ومواقفهم السياسية من خلال نشرة : الثأر ومجلتي الحرية وطريق الثورة.
بعد العدوان الثلاثي على مصر 56 أعادوا تنظيمهم وغيروا الشعار إلى : الوحدة - التحرر - الاشتراكية , وشكلوا مكاتب : لبنان: محسن إبراهيم , فلسطين: أحمد اليماني , العراق: باسل كبيسي وسلام أحمد , اليمن الجنوبي: قحطان الشعبي , الكويت: أحمد الخطيب , سوريا: هاني الهندي , الأردن: نايف حواتمه .
بعد النكسة 67عقدت القيادة ندوة مراجعات عميقة حول الماضي والحاضر والمستقبل حمل عنوان : الثورة العربية أمام معركة المصير , نتج عنه توجه الكثير من قيادتها وقواعدها نحو المنظومة الاشتراكية العلمية .
تبقى الحلقة المفقودة من هو رائد هذا التوجه في موريتانيا الذي يعد النواة الأولى للممارسة السياسية انطلاقا من النظرة الإديولوجية محليا..؟
هناك أسماء معروفة يشار إليها في هذا الصدد, لكن التسلسل الزمني لممارستهم لهذا التوجه يبقى مجهولا لكثيرين أجدني من بينهم .
لعل رمز النضال بالفكر والقلم والجسد , ورائد الحركة التنويرية الأدبية على المستوى الوطني في مجالاتها : النثرية والشعرية والمسرحية أستاذنا / محمدن ول اشدو في مقالاته القادمة يضعنا على وعي وبصيرة بتلك الأسماء وتسلسل تلك الأحداث .