مما لا شك فيه أن الموسيقى البيظانية و"هولها"، تمثل جامع الهوية لشعوب البظان؛ بل يقول أهلها ودارسوها المحدثون إنها هي السجل التاريخي والاجتماعي والثقافي للفئات الحسانية خاصة، التي اشتهر أنها عربية المحتد.
لكن يلاحظ أن هذه الموسيقى، ابتداء من اسمها الجامع (أﮊوان) ذات تفاصيل في الأسماء والمفاهيم، لصيقة باللغات الأمازيغية أو الزنجية، رغم أن التقسيم الثلاثي لطرگ الهول؛ بدءا بكلمة "الطرق" أو "الجوانب" إلى "الكحلاء" و"البيضاء" و"العاقر" هي كلمات لا غبار على عربيتها الظاهرة.
ولكن الحقيقة أن هذه كلها أوصاف، أو حاويات تقسيمية للمسميات الحقيقية التي لا صلة لها باللسان العربي، وهي المفردات الحية لـ"لأزوان" وفنونه الموسيقية (مثل: اَنْتَمَاسْ، تنجوكه، هَيْبَه، مَقَجُّوكَهْ، انْيَامَه، مَنْجَلَّهْ...)
ومما يؤثر عن بعض كبار الفنانين أن آلة "التدنيت" التي هي منبع ومجمع الطرب الحساني كله، آلة عربية جاءتنا عن طريق الأندلس...!
ولكن مقابل ذلك يرد التساؤل عن أصل نفس الآلة لدى الأفارقة الزنوج السابقين ظهورَ المجموعات الحسانية كلها؟!
كما أن هذه المجموعات الحسانية نفسها لم يذكر القائلون بهجرتها إلى هذه البلاد أي علاقة لها بالاندلس وطرقها...!
أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج لدراسات وتحليلات رصينة حرة... من الباحثين المؤهلين العارفين بالموضوع من كل جوانبه، وأنا لست منهم بالتأكيد.