كانت أبرز مميزات الزيارة الرئاسية لفرنسا و الناتو فى بروكسل،الترحيب الزائد بماكروه و إعلان الناتو دعم بلادنا و دخول أول رئيس موريتاني لمقره.
ماكروه سبق أن عبر عن دفاعه و تكريسه للإساءة لسيد الخلق طرا،عليه الصلاة و السلام،و هذه أول زيارة يقوم بها رئيسنا لفرنسا، عقب تلك الأزمة فى العلاقات بين المسلمين و فرنسا الرسمية،فأين يعقبها الترحيب المخل بماكروه،فهذا لا ينبغى إطلاقا!.
فمن ناحية هذا النمط من الترحب و فتح اليدين،إن كان لزاما،فهو من واجب ماكروه المستضيف و ليس ولد غزوانى الضيف،و رغم حرص الرؤساء الموريتانيين السابقين على العلاقة مع فرنسا، لكن ربما لم يصلوا إلى هذه الشكلية الافتة من الترحيب المثير!.
و عموما العلاقة مع فرنسا مهمة،و أوضاع موريتانيا صعبة،و قد يكون هذا الترحاب "الزائد"، من وجهة نظر بروتوكولية،لكنه ربما طبع الطيبوبة و طلبا لتحقيق الرئيس لبعض المساعى الداعمة لبلده المنهك.
و هذا جانب كان لابد من تبيينه، و إن عبر لدى البعض فى حيزه، بالنسبة لولد غزوانى،عن حسن نية و رغبة فى إنجاح زيارته فحسب.
و لعل أي رئيس منتخب،مهما تكن إيجابيات أو نواقص انتخابه،ينبغى أن يعبر عن اخيارات ناخبيه و شعبه عموما،و الشعب الموريتاني لا يقر بأي شكل،الإساءة لمحمد نبي الأمة و المبعوث رحمة للعالمين،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم،و هذا لا يعنى التفريط فى مصالحنا مع فرنسا أو غيرها،لكن علينا التشبث بتلك المصالح،بطريقة مدروسة متوازنة.
أما كون الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، أول رئيس موريتاني يدخل مقر الناتو،فهذا أمر لا يستحق كبير دعاية و إشادة،و أما إعلان الناتو عن عزمه دعم موريتانيا،فهو تصريح مهم،و الزمن كفيل بمعرفة مستوى تنفيذ هذا التصريح،رغم أهميته المعنوية على الأقل.
و تبقى العلاقات مع الدول العظمى و المنظمات الدولية ،ذات الطابع العسكري المتفوق،من أهم أسباب الدفع بمصالحنا الأمنية و الاقتصادية.
و لعل رئيسنا تشجم عناء السفر، من أجل تحقيق مثل هذه الغايات و الأهداف الاستراتيجية.