كان من اللافت الغطرسة والوحشية الزائدتين اللتين قمع بهما النظام إحتجاجات "التيفريتيين"
الأمر الذي حار المراقبون في فهم دوافعه, حيث لم يكن له مسوغ يبرر هذه القسوة الزائدة التي مورست دون شفقة ولا رحمة, ضد مختلف مكونات المحتجين من: شيوخ طاعنين في السن ونساء وأطفال, رغم ما تحلت به احتجاجاتهم من سلمية منقطعة النظير. تنضاف الي مشروعية المطالب المتمثل في إغلاق مكب النفايات في المدينة, الذي طالما وعدت السلطة السكان بإغلاقه ونقله عنهم .
ولعل هدف السلطة من وراء محاولة إخماد تظاهرات "التيفريتيين" بهذا الشكل العنيف ضد مدنيين سلميين , هو ما تميزت به هذه التظاهرات من خروج جماعي لسكان المدينة , وكأنما ضرب "التيفيريتيين موعدا سابقا بذلك, إذ لم تتغب لا مرأة, ولا شيخا كبيرا, بل حتي الاطفال القصر, كانو في الموعد كذلك, مما أزعج النظام وجعله يتوجس من شيوع "ظاهر" ونمط إحتجاجي جديد مثل الذي قام به التيفيريتيين, وذلك خشيت من تكراره في أماكن أخري في المستقبل .
ذلك أن خروج "التيفيريتيين" أو غيرهم بهذه الأعداد الكبيرة من المواطنين وفي احتجاجات شعبية, أمر غير "مقبول" في عرف الأنظامة التي لا تعترف بممارسة الحق في الاحتجاج السلمي, مما جعل السلطة تلجؤ كالعادة لأجهزتها القمعية, التي يناط بها مهمة الإجهاز علي أي مظهر من مظاهر الوعي الشعبي, وخاصة في الأوقات الحالية, الحبلي بأصحاب المظالم المكتوون بنار حيف السلطة وغبنها, المستمر دون إنقطاع معها وسابقها من الاحكام المتعاقبة علي إدارة الدولة خلال عقود الأخيرة. فكان لابد إذن من "كي" وعي التيفيريتيين قبل أن يستفحل أويصاب غيرهم بعدواهم .
الكاتب: الحسين ولد النقره
[email protected]