بينما كان معالي وزير التجهيز والنقل الموريتاني يشرف على مشروع إعادة إنجاز 40 كلم من طريق طوله أكثر من 1000 كلم أنهكته الشيخوخة وأهلكه سوء الاستعمال والاهمال...
كان المسؤولون في جارتنا الجنوبية يتحدثون عن مشروع إنشاء مدينة عصرية متكاملة بقرب عاصمتهم, تخفف الضغط عنها, على أسس عمرانية وبنية تحتية ثورية, وآلاف المساكن الاجتماعية...
مشروع مدينة وبحيرة "جامنياجو" (30 كلم من دكار) يتطلب استثمارا بقيمة ملياري دولار أمريكي.
ولكن وزيرنا وعد بإنشاء جسر تقاطع مدريد, وطريق بطول 70 كلم, وهي وعود تعودناها من أسلافه, يروحون بما كسبوا, لتبدأ من جديد...
والحقيقة أن عاصمة بلا صرف صحي, و99% من شوارعها وطرقها رملية غير معبدة ولا ممهدة ولا مضاءة... لا تستحق الجسور ولا الأنفاق ولا العمارات العصرية...
وموريتانيا أصبحت هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها صرف صحي, ولا مساكن اجتماعية; بل هدمت المساكن الاجتماعية الكثيرة التي شيدتها حكومة الاستقلال, بعدما ردمت وخربت شبكة الصرف الصحي الصغيرة التي كانت تغطي "كابيتال"...!
ذلك لتعلموا أن حكومات الانقلابيين تهدم ولا تبني, وتفسد ولا تصلح; مهما غيرت ملابسها....
لا تنسوا أن السينغال مصنفة ضمن الدول الخمس الأفقر في العالم! ولكن الفقر كثيرا ما يكون حافزا للنهوض والثراء, متى وجدت الارادة والكفاءة والضمير!
(الصورة من مشروع المدينة السينغالية)