إخوان موريتانيا ومناعة القطيع/ بابه ولد اربيه

هنالك مقولة تنسب لفولتير تقول "من الخطير أن تكون على حق عندما تكون الحكومة على خطأ " ولأننا في موريتانيا مولعون بصناعة نسخة موريتانية من كل شيئ فسأحرف قليلا مقولة فولتير لنتطبق على المقاس السياسي الموريتاني لتكون كالتالي : " من الخطير أن تكون على حق عندما يكون حلفائك على خطأ " .

وفي هذا المأزق الخطير وقعت النسخة الموريتانية من تنظيم الإخوان المسلمين .

تعلمنا أيام الثانوية في مادة الفيزياء أن ميزان القوى بالنسبة للمراقب الخارجي يختلف تماما عن ميزان القوى بالنسبة للمراقب الداخلي ، ومن أجل ذلك سأستخدم هذه التقنية قليلا ، فأنا كمراقب خارجي لاعلاقة لي بالسياسات الخارجية للمملكة المغربية و الدولة التركية ، لا يمكنني باي حال من الأحوال أن أحكم على تطبيعهم مع اسرائيل بأنه خطأ أو صواب أما كمراقب داخلي فأدرك جيدا ما تعنيه فلسطين لكل موريتاني و أعرف جيدا حجم الخرسانة المصنوعة من آهات الأقصى والتي أسس عليها إخوان موريتانيا شرعيتهم .

هذه الخرسانة الآن تهددها ملوحة التطبيع في موجتها الثانية وهو ما جعل أحد أكبر مهندسي التجربة الإخوانية في موريتانيا السيد جميل منصور يتدخل لمعاينة الأضرار وطمأنة ساكني البيت التواصلي فاستخدم نقدا خفيف التركيز يشبه العتاب إلى حد كبير ولكنه على أية حال يقع في المنزلة الوسطى بين الرضا التام عن تطبيع سيد قصر طوب قابي باسطنبول وبين الإدانة المتطرفة لتطبيع سادة قصر الحصن بالإمارات .

وفي انتظار أن يصل وباء التطبيع إلى القصر الرمادي بنواكشوط سيكون الإخوان في موريتانيا قد أخذوا مناعة القطيع ضد التطبيع وعندها سيبذل مهندس الإخوان جهدا خاصا لترميم البيت التواصلي وفق معاير مختلفة .

بابه أربيه 

خميس, 24/12/2020 - 10:04