
يواصل النائب بيرام الداه اعبيد نهجه المتقلب في المواقف والتصريحات، وها هو اليوم يمنح شهادة وطنية ووفاء للوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونه، في موقف لا يتوقع أن يدوم كما عهدناه في تراجعاته المتكررة التي تتغير بتقلب المزاج السياسي (اعْلِيكَم بالمَارَة ريت صَاحْبي )
يدرك النائب كما يدرك الجميع أن حوزة الوطن مصونة وأن أمن البلاد وسلامة ترابها يحرسه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من أبناء قواتنا المسلحة والأمن تحت قيادة رئيس الجمهورية الذي تدرج من ضابط ميداني إلى قائد للأركان فوزير للدفاع فرئيس للدولة ومن الوفاء أن يُحترم عطاء هؤلاء المرابطين بدل التشكيك فيه أو الطعن في دورهم الوطني واتهامهم بالتخلي عن الأرض.
كان أولى بالسيد النائب أن يحتفظ لنفسه بقسط من الحس والوفاء الوطنيين ويثمن الجهود الجادة التي بذلتها وزارة الداخلية في ملف الهجرة غير الشرعية حيث أثبتت التجربة أن تلك الإجراءات كانت حضارية متزنة وإنسانية خلافا لما روج له النائب في اصطفاف واضح مع حملات التشويه التي تستهدف سمعة البلاد.
لقد ناقض بيرام ورفاقه في تصريحاتهم تقارير البعثات الدولية التي زارت موريتانيا وأجمعت على أن معاملة الأجانب تحترم الكرامة الإنسانية وتراعي مقتضيات القانون. لكنهم اختاروا الانخراط في خطاب خارجي لا يخدم سوى أجندات مشبوهة متجاهلين ما تحقق من توازن بين حماية السيادة الوطنية وضمان الحقوق الإنسانية للمهاجرين.
ثم إن الوفاء والوطنية الحقة تقتضي الاعتراف بما تحقق للمواطن البسيط من تحول ملموس في حياته اليومية عبر برامج اجتماعية ومبادرات وطنية هدفت إلى رفع الظلم ومواجهة الغبن والتهميش لتصل خدمات الدولة إلى من طالهم الحرمان لسنين طويلة.