
نظّم بيت الشّعر-نواكشوط بقاعة الأنشطة مساء اليوم الخميس 08 من مايو 2025 أمسيّة شعريّة من مساءات تراتيل الأصيل الّتي دأب بيت الشّعر على تنظيمها بغية خلق فسحة شعريّة للشّعراء وصنع متنفّس جماليّ للتّعبير ومدّ جسور التّواصل بين المثقّفين والكتّاب ليظلّ الجمهور متلقّفا للجديد ومواكبا لحديث القصيد ومستجدّ الإبداعات.
وافتتحت الأمسية مع القاضي عينينا وهو شاعر ومكلف بمهمة في وزارة التعليم العالي، حاصل على الماجستير في علوم الحياة، شارك بأكثر من حفل ثقافيّ ونشاط أدبيّ داخل موريتانيا وخارجها، صدرت له أعمال من أبرزها: "أرماس السراب" و "أجفان الليل" و "ألحان الشروق" عن دائرة الإبداع والثّقافة بالشّارقة 2021.فائز بجائزة شنقيط للآداب والفنون.
وقد ألقى عدّة نصوص كان من ضمنها قصيدته التي يقول فيها:
جمـع المَحَامِــد مَلَّكَتْــهُ عقَالهَـــاَ
وَالرُّوحُ إِنْ سَمَقَتْ تَفُوقُ جِبَالَهَا
يَا منْ تُرِيـدُ وُثُـوقَ كُلِّ فَضِيلَـةِ
اجْعَلْ حِبَــالَ الهاشِمِيِّ حِبَالَهَـا
إِنِّي رَأَيْتُ المَجْــدَ وفـــقَ مَدَارِهِ
وَالبَهْجَةُ الْبَيْضَـاءُ فِيـهِ خِصَالَهَـا
القِمَّـــةُ الشَّمَّـاءُ كَــانَ صفيهَـا
مُنْذُ اعْتَلَتْ رَأْسَ الشُّمُوخِ وَنَالَهَا
وَلِسَائِــلٍ كَفَّ العَطَـاءِ لِحَاجَــةٍ
قد نلت من لجج السَّخَاءِ رمالَهـا
بينما ألقى ثانيا محمد المختار محمد أحمد، شاعر حاصل على شهادة الليسانص في الآداب العربيّة سنة 2020، ثمّ شهادة الماستر في الأدب العربيّ 2023، طالب في سلك الدكتوراه، شارك في عديد النّشاطات الأدبيّة والتّظاهرات الثّقافيّة، حصد المرتبة الأولى لمسابقة "سدنة الحرف الشّعريّة" سنة 2020، والمركز الثاني بمسابقة ملتقى الشّعراء الطّلبة العرب بتونس 2023، عضو في عدّة أندية أدبيّة.
وقد ألقى نصوصا من شعره كان ضمنها نصّه:
مهما أناخ ذَوُو الأغلال وانكبتُوا
تبقى الحياة خُطى والوقت أرصفةُ
كُن مثْلَ مَن بايعوا زيتون فِكْرتِهم
ولم تُزحْهم -كَرِيش الرمل- زَوْبعَةُ
هُم الذين استداروا في استقامتهم..
هُم الذين إلى الرحْمن قد خَبتُوا
ومَن أثارُوا قَدِيمَ الحُبِّ في دَمِهِم
كَمَا تُثيرُ حَنِينَ العُرْبِ قُرْطُبَةُ..
وألقى ثالثا سيدي محمد أبو بكر، وهو شاعر بالفصيح والحسّانيّة، حاصل على الباكالوريا الأدبيّة، وشهادة الليصانص من قسم الدراسات الفرنسية بجامعة نواكشوط، عضو بأندية ثقافيّة عديدة، شارك بعديد الأنشطة الأدبيّة، حاصل على الرتبة الأولى في مسابقة "شاعر التّوحيد"، وقد ألقى عدّة قصائد من ضمنها قصيدته "موئل الحب" :
يا موئل الْحُبِّ جئتُ مُحْتَرِسَا
أركبُ طَيْشًا وَأَمْتَطِي هوَسَا
من مُطلقِ الغيبِ نازحا قلقا
لا جذوةً في يدي ولا قبَسَا
لا لمحةً من أجــفـان فـاتنة
تُشْفِي غرامًا ولا تزِيلُ أسَى
أقبلتُ تخطو الرُّؤَى على شفتي
أشُقُّ ليلا يُــسَـايِــفُ الغَـلَـسَا
وحيًا أحثُّ الخُطَى إلى امرأة
متـشــحا بالهوى وَمُتَّرِسَــــا
وختم النّشاط بصور تذكاريّة جماعيّة وسط حضور نخبة ثقافيّة من ضيوف التّراتيل، وجمهور من الطّيف الثقافيّ لبيت الشّعر ومحبّي الأدب وعشّاق الشّعر واللّغة.