
لا أحد لديه ذَرةٌ مِن الإيمان بالديمقراطية يمكنه الدفاع عن تجريد نواب منتخبين من حصانتهم البرلمانية، ولا أحد لديه ذرةٌ من الوعي بقدسية الوحدة الوطنية وبحاجتنا إلى الرقي والتحضر يمكنه الدفاع عن النزول بالخطاب السياسي إلى حضيض الشتائم الشوارعية والردح الفئوي الشرائحي والإهانة اللفظية المباشرة بحق المجتمع والدولة والأجهزة العمومية!
لقد وضعت النائبتان الإيراويتان نفسيهما، ومعهما بيرام وحركته (إيرا)، وكذلك المجتمع السياسي والرأي العام الوطني والسلطة الرسمية والدولة ككل (بقضائها وبرلمانها).. في مأزق عويص يصعب الخروج منه دون أثمان معنوية باهظة!
وهو مأزق يبين مرةً أخرى أن البرلمان الحالي، وقد شكَّل التجارُ وعديمو الوعي وناقصو التعليم أغلبيةَ أعضائه، هو أضعف برلمان وأكثره هشاشةً منذ انطلاق «التعددية الحزبية» في بلادنا قبل ثلاثة وثلاثين عاماً من الآن!
وأمام هذا المأزق، وفي ظل هشاشة قياسية تطبع المؤسسة التشريعية، يتعين على أصحاب العقول، من أعضاء المجتمع السياسي ونخبته، ابتداع حلول ومخارج تحفظ للوحدة الوطنية تماسكَها وللدولة هيبتَها وللديمقراطية مصداقيتَها.
محمد ولد المنى