الجنرال  غورو: كانت مهمتي في آدرار هي اصعب مهماتي

البيظان الشعب الناطق بالحسانية، منذ مئات السنين عمر الجزء  الغربي من الصحراء الكبرى الممتد من تنيدوف شمالا الى باغنة جنوبا ومن كرمسين غربا الى آدغاغ شرقا، 
قهر طبيعتها القاسية وفجر فيها الينابيع ومهد الطرق للسابلة المتبضعة،تأثر قليلا بمحيطيه وأثر كثيرا في شعوب تساكنه وتقاسمه النجعة والاسواق، بلغته الغنية جدا وزيه الذي يميزه عنهم وعاداته في المأكل والملبس والصيد والركوب ساد هذا الفضاء الشاسع وظل متماسكا متناصرا مدافعا عن مجاله ،فلم يخضع لغزاة الشمال ولا الجنوب رغم محاولات بعضهم في اوج قوتهم أن يخضعوه (السعديون والعلويون والفوتيون ).
ظل جيران شعب البيظان الاقربين آمنين من بوائقه مستنصرينه كلما عمتهم الخطوب ناظرين نجدته عند كل هيعة عليهم .
فقد حل بسلطنة اولاد امبارك من البلايا والمنايا بسبب بطش الفوتى الشئء الكثير ،وهي تدافع عن جيرانها( البنمبار) ،كما حاق بامارة بني عمومتها آل تروز وضعا مماثلا وهي تجالد عن جارتها( الوالو ) خلال اجتياح  الغازي الفرنسي فيدرب لها.
لم يسجل التاريخ على شعب البيظان انه حارب جيرانه لدوافع عرقية كتلك الحروب التي لم يكن يخفت اوارها الا ليشتعل لهبها بين الطوارق وافلان وبين افلان والبنمبارا.
مع الاجتياح الغربي ظل هذ الجزء الاكثر (ارض البيظان ) عصيانا على الاختراق الفرنسي سواء بالقوة الصلبة او الناعمة او الخادعة عن طريق عشرات المخبرين والمتواطئين.
واجه كل الغزاة بما يملك من قوة فاثخنهم في مواطن كثيرة وفي ساحات مواجهة مختلفة،حيث لا يخفي عسكريو عدوه اعجابهم ببسالة "شعب البيظان " خلال سردهم الاحداث توغلهم العسكري العنيف والمدمر للارض التي اطلقوا عليها اسم ارض البيظان.
الصليبي العنيف المتعطش للدماء مدمر ممالك الزنوج في غينيا وفي اتشاد الجنرال غورو قالها صراحة (كانت مهمتي في آدرار -ارض البيظان- هي اصعب مهماتي).

جمعة, 11/04/2025 - 22:48