
قال مراقب حركة الملاحة الجوية بمطار نواكشوط، محمد عبد الله بونا، ان المطار اليوم غير مستغل بالشكل الكافي. مع أقل من 10 محطات توقف شهريًا وبنية تحتية محدودة، فيما يعاني المطار من صعوبة جذب شركات الطيران. تنجم عن هذه الحالة عدة عواقب:
- فقدان الإيرادات المحتملة: تقدر بنحو 200 مليون دولار سنويًا.
فقدان فرص إنشاء الوظائف: حتى 5000 وظيفة مباشرة كان يمكن إنشاؤها.
- زيادة الاعتماد على المراكز المجاورة مثل تلك الموجودة في داكار والدار البيضاء.
تؤكد هذه الحقيقة على ضرورة التحول لجعل أم التونسي رافعة للتنمية الوطنية.
وأضاف ولد بونا. في مقال له ترجمته أقلام، ان مطار نواكشوط أم التونسي بموقعه المتميز، يتوفر على إمكانات كبيرة، حيث يقع عند مفترق طرق شمال أفريقيا وجنوب الصحراء. إن موقعه على الممرات الجوية العابرة للقارات، إلى جانب الاحتياطيات الكبيرة من الأراضي المتاحة للتوسيع، . علاوة على ذلك، تعزز وجود منطقة اقتصادية في مرحلة النمو جاذبية هذا المطار.
التحولات اللازمة
لكي يصبح مطار نواكشوط أم التونسي مركزًا إقليميًا تنافسيًا بحلول عام 2030، يجب تنفيذ ثلاث تحولات أساسية:
1. تحديث البنية التحتية
- زيادة عدد مواقع الوقوف: من 5 إلى 15 لاستيعاب عدد أكبر من الطائرات.
- بناء مركز صيانة: معتمد من EASA/FAA لضمان خدمات عالية الجودة.
- تحسين الخدمات (الصيانة، التموين، الشحن) للحفاظ على ولاء شركات النقل وزيادة الكفاءة التشغيلية.
2. نموذج اقتصادي جديد
- إنشاء منطقة حرة في المطار لجذب المستثمرين.
- تأسيس شراكات استراتيجية مع شركات الصيانة والإصلاح (MRO).
- وضع حوافز ضريبية لشركات الطيران لتحفيز نشاطها على مدرجنا.
3. التكامل الإقليمي
- تطوير خطوط "الجسر" نحو العواصم الساحلية لتعزيز الاتصال.
- تحديد الموقع كمركز ثانوي للرحلات الطويلة، مما يتيح استقطاب حصة أكبر من التدفقات الجوية.
- تعزيز الاتصال مع الموانئ الموريتانية لتسهيل النقل المتعدد الوسائط.
أمثلة ملهمة
يمكن أن تكون نجاحات دول أخرى في مجال تطوير المطارات نموذجاً:
- المغرب: 7.7 مليار دولار من الإيرادات المطار في عام 2023.
- السنغال: مطار داكار يدر 4% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
- ساحل العاج: في غضون عشر سنوات، أصبحت أبيدجان مركزًا استراتيجيًا في غرب أفريقيا.
الفوائد الاقتصادية المحتملة
فوائد مثل هذا التحول عديدة:
- نمو مقدر بنسبة 15% في قطاع النقل بحلول عام 2030.
- خلق 12000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مما سيعزز الاقتصاد المحلي.
- تحديد الموقع كبوابة أفريقية لأوروبا، مما يزيد من حضورنا في السوق الدولية.
لا ينبغي اعتبار تحول مطار نواكشوط الدولي أم التونسي خيارًا، بل ضرورة اقتصادية. مع إمكانية تحقيق 2 إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، يمكن لهذا المشروع إعادة تعريف موقع موريتانيا في الاقتصاد الإقليمي، مع المساهمة في الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لشعبنا. حان الوقت للعمل واستغلال هذه الفرصة، لأن مستقبلنا يعتمد على قدرتنا على تحويل أم التونسي إلى مركز جوي تنافسي وفعال.