يلاحظ المتتبع لحركية المدينة انتشارا مقلقا للحرائق سواءا في المستودعات أو في المنازل في العاصمة نواكشوط منذ شهر نوفمبر حيث كان هذا الشهر الأكثر تسجيلا للحرائق على الرغم من غياب أرقام من جهات رسمية.
لكننا في الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة سجلنا واستنادا إلى ما نُسجله من معلومات، ففي 5 من نوفمبر سيطرت الحماية المدنية على حريق نشب في منزل قرب "بانا بلاه".
وفي 9 نوفمبر أيضا حريق في حوانيت ومخازن لقطع غيار السيارات في لكصر هو الأكثر خسائر حيث التهمت النيران المستودع وخلفت خسائر مادية كبيرة.
في 13 من نفس الشهر، اندلع حريق هائل في منطقة سينما السعادة بمقاطعة السبحة، مما أسفر عن التهام عدة محلات تجارية مجاورة، وقد انتشرت النيران بسرعة بين المحلات التجارية بسبب الرياح والمواد القابلة للاشتعال.
في 18 من نوفمبر أيضا شب حريق في الطابق العلوي من فندق “موري سانتر” وسط العاصمة، نتيجة خطأ في المطبخ العلوي. وتدخلت فرق الدفاع المدني بسرعة كبيرة، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده دون تسجيل أي خسائر بشرية.
كما سجل حريق في 19 نوفمبر، قرب مدرسة المختار ولد داداه بالمشروع في مقاطعة تيارت مساء اليوم ١٩ نوفمبر، أدى لاشتعال سيارتين وحانوت للمواد غذائية وجاءت سيارة الإطفاء بعد ربع ساعة تقريبا من وقوع الحريق هذا ولم تسجل خسائر بشرية ولله الحمد.
وفي 30 نوفمبر أيضا: سُجل حريق في محل للإضاءة قرب أتاك الخير بالعاصمة نواكشوط.
هذه المعطيات البسيطة تجعلنا نُسجل قلقنا الشديد من تزايد انتشار الحرائق في الوسط الحضري، مع ما يُواجه فرق الإنقاذ غالبا من ضيق الشوارع واتساع المدينة، وصعوبة وصول فرق الإنقاذ أحيانا إلى مناطق الحرائق نتيجة الزحمة.
يتطلب منها هذا الوضع الخطير وضع خطة واضحة للتعامل مع واضع كهذا ويتطلب منا إجراء مسح شامل لمتطلبات المدينة من سيارات الإسعاف وفرق الإطفاء، وكيفية تسريع التدخل ونشر ثقافة السلامة والأمان لدي المواطنين للتعاون في التدخل الذاتي لإخماد الحرائق.
لا تنسي أن نُذكر أن حرائقنا تشكل خطرا كبيرا نظرا لعشوائية الشبكة الكهربائية وتدلي الأسلاك الكهربائية قرب المنازل والطرق والشوارع، ما يجعل أي حريق تشكل خطرا مضاعفا لأنه قد يصل للشبكة الكهربائية فينتشر بسرعة فائقة.
هنا نستعرض الأسباب التي تؤدي الى الحرائق في المنازل والمستودعات، حيث تحتوي على مواد مسببة للحريق سواء التي تساهم في اشتعاله أو انتشاره، حيث يمكننا القول بأن هذه المواد هي العوامل المؤدية للحريق، وأهمها:
-الخشب وقطع الأثاث.
-الأسلاك والأجهزة الكهربائية التالفة.
-الدهون القابلة للاشتعال.*
-مواد التنظيف.
-المبيدات الحشرية.
-الأوراق المكتبية.
-البلاستيك.
-الأقمشة
عند حدوث حريق ما بالفعل، فإنه يجب علينا اتباع الإرشادات التالية:
*الحفاظ على الهدوء قدر الإمكان لضمان اتخاذ قرارات سليمة.
*تنبيه المتواجدين لضرورة الإخلاء.
*محاولة الخروج بأقصى سرعة ممكنة دون جمع أي مقتنيات.
*الاتصال بالإطفاء على الفور.
*استخدام طفاية الحريق إذا كانت موجودة.
*الابتعاد عن الأبواب الساخنة والبحث عن مخرج آخر.
*تجنب العودة إلى مكان الحريق مرة أخرى لأي سبب كان حتى يتم القضاء على الحريق.
ختاما نوصي باتباع الطرق الوقائية التالية لتفادي حدوث حرائق في منازلنا أو مكاتبنا أو وُرشنا وهي:
-مراقبة الطعام في أثناء الطهي طيلة الوقت.
الصيانة الدورية للأجهزة الكهربائية وإطفائها قبل النوم.
-التدخين في الهواء الطلق
-تركيب كاشف للدخان لاكتشاف الحريق في بدايته والسيطرة عليه.
-تخزين المواد الكيميائية ومسببات الحرائق في مكان آمن وبعيد عن المطبخ وأي مصدر للحرارة.
-التأكد من سلامة كافة الأسلاك والأجهزة الكهربائية بصورة دورية منتظمة.
يتطلب منا الحفاظ على ممتلكاتنا وأرواحنا اليقظة والانتباه ونشر ثقافة السلامة وتطوير منظومتنا الإطفائية وانشاء ممرات آمنة في أحيائنا وعصرنة عاصمتنا عصرنة تأخذ في عين الاعتبار هذه التحديات المهمة، وكذا تطوير مخططاتنا العمرانية لتستجيب لضرورات التدخل والإطفاء.
نتمنى أن تأخذ الجهات الحكومية انتشار الحرائق في نواكشوط على محمل الجد قبل أن ندفع ثمنا أكبر نتيجة إهمالنا لإجراءات مازالت في متناول اليد.
محمد عينين أحمد
رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة