يعتصر القلب حزنا وألما وغضبا على ما آل اليه حال اهلنا في غزة.....فعشرات الالاف منهم قضوا برصاص وصواريخ العدو غدراً وظلماً ومنهم من قضى جوعاً وبرداً ومنهم من قضى قهراً وجوراً ومنهم من قضى ألماً ومرضاً لعدم وجود علاج ودواء ومنهممئات الالاف يلعقون جراحهم ومنهم عشرات الالاف غيبوا قسرا في غياهب السجون ومنهم بل سوادهم الاعظم فقدوا بيوتهم ومدنهم وقراهم وحاراتهم واحياءهم وشوارعهم وازقتهم وذكرياتهم وامالهم واحلامهم, وكلهم يعيشون تحت ضغوط نفسية وعصبية وحياتية في منتهى القسوة من قبل برابرة وقراصنة وقتلة يتزعمهم رؤساء عصابات اجرامية متمرسون في الاجرام مطلوبون للمحاكمكمجرمين حرب وارهابيين حول العالم, نتنياهو ليس المجرم الاول في تاريخ الكيان المطلوب للمحاكم الدولية كمجرم, ولكن هناك قائمة مجرمين مطلوبين للعادلة حول العالم مما سبقوه في نفس موقعه لعل أبرزهم المجرم مناحيم بيجن الاب الروحي لحزب الليكود الحاكم وكذلك خليفته سيئ الذكر والخلق والخليقة اسحق شامير وكلاهما مطلوبان للقضاء البريطاني بعدة جرائم ارهابية من أبرزها تفجير فندق الملك داوود بالقدس وقتل العشرات من البريطانيين والشخصيات الدولية, وقيادة عصابات ارهابية اجرامية (الارجون والهاجناه), وليس أخرهم اريل شارون الذي كان متهما بالاجرام في المحاكم البلجيكية والسويدية وبالاضافة الى أيهود باراك والذي لم يتجرأ على وطئ الأراضي البريطانية لوجود امر بالقاء القبض عليه على ذمة قضايا اجرام وقتل وارهاب, وكذلك الحال مع يواف غالانت وزير الدفاع السابق وتسيبي لفني وزيرة الخارجية السابقة وأيضا أمنون شاحاك رئيس الأركان الأسبق وغيرهم الكثير منالسياسيين والعسكريين.
ما جرى في قطاع غزة خلال على العام والنصف الماضيين وعلى رؤوس الأشهاد وأمام عيون العالم وبصره يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان المجرمين الصهاينة لا يقيمون أي وزن لهذا العالم المتخاذل والمنافق والذي يتبنى مواقفهم ويربت على أكتافهم ويدعم كيانهم الغاصب بكل ما أوتى من قوة على الرغم من ظلمه البين الجلي وجرائمه الرهيبة والمتكررة والواضحة وضوح الشمس......!!!!
معادلة قد تبدو غريبة, ولكنها للأسف حقيقة وأمر واقع....
صدقا لم أتفاجأ كثيراً بما حدث, فبحكم تاريخ هؤلاء القتلة لم اتوقع منهم غير هذا المنهج وهذا الاسلوب الذي هو ديدنهم ولا يجيدون غيره, فتاريخنا مع هؤلاء القتلة الفاشيين معبد بالدم وقوافل الشهداء, فقد قتلوا الانبياء, وعندما حاصرهم العالم في تسعينات القرن المنصرم وأجبرهم على الجلوس مع الفلسطينيين وقائدهم آنذاك الرمز ياسر عرفات, الذي كان له من الشجاعة والجرأة على الاعتراف بكيانهم الغاصب تحت وطأة الظروف الدولية والإقليمية الرهيبة التي كانت تلقي بظلالها على الشعب الفلسطيني وقضيتهوخصوصاً بعد الغزو العراقي للكويت مطلع تسعينات القرن الماضي والتكتلات السياسية الاقليمية التي افرزها هذا الغزو البغيض وتحديداً تصنيف منظمة التحرير حينها زوراً وبهتاناً في محور الغزو وما ترتب على ذلك من قطع شريان الحياة عن المنظمة ووقف دعهمها ومساندتها سياسياً ومادياً بشكل بات يهدد وجودها, مما أجبر قائدها ياسر عرفات ان يوافق على مطلب امريكي حينها للتفاوض مع الكيان, حيث وجد في هذه الفرصة المتاحة طوق نجاة للمنظمة التي كانت على وشك الانهيار نتيجة لاضمحلال مصادر دعمهما, واشك انه كان في استطاعة أي فلسطيني اخر غير ياسر عرفات أن يجرؤ على ذلك, فكان ان كافأه الصهاينة المجرمون على طريقتهم التي لا يعرفون غيرها, وبنفس الطريقة التي تخلصوا بها من زعيمهم حينها اسحق رابين الذي وقع على اتفاق مع عرفات يعترف ببعض حقوق الفلسطينيين.
نعم هذا الكيان الدموي أسسه مجرمون ارهابيون على جماجم ودماء واشلاء المدنيين الأبرياء من فلسطينيين وعرب ومسلمين وشرفاء من أحرار العالم وما يزال يقوم عليه الان ارهابيون ومجرمون ومن نفس العجينة, والمستهجن انهم يتلقون دعماً مطلقاً ومساندة لا سقف لها من القطب العالمي الذي يتربع على عرش النظام الدولي القائم, ولكن اذا عرف السبب زال العجب لان الطيور على اشكالها تقع كما يقال.
اخر الكلام:
الولايات المتحدة تملك اكبر سجل اجرامي ودموي في تاريخ الانسانية, فبحسبة بسيطة فان اجمالي ضحاياها من البشر في القرنين ونصف الماضيين اي منذ انشائها يفوق ربع مليار (250مليون) انسان سواءاً داخل القارتين الامريكيتين من السكان الاصليين او خارجياً على بعد الالاف الكيلومترات في الحرب العالمية في اوروبا واليابان او في حرب شبه الجزيرة الكورية او في حرب فيتنام مروراً بحربي افغانستان والعراق, واذا دققت فيما يجري من مصائب حول العالم, بالقطع ستجد هناك الولايات المتحدة, فالشيطان لا يخلف واعظأ.
د. سمير الددا