زار المرحوم الشيخ ولد عبدوكه المرحوم أحمد سالم ولد ابشيري في مضربه ب-"فرع الكتان"، وهو آنذاك شيخ محظرة، وبحضور ثقات آخرين قص عليهم :
"لم أرفع السلاح مباشرة في وجه النصارى ومعاونيهم، بل دفعني إلى ذلك السلوكُ الظالم والمتكرر لأحد معاونيهم اسمه "أحم لل…" ؛ لقد اعتاد هذا الحرسي (الگمياوي) أن يصادر أي سلعة أو دابة راقت له، بغض النظر عن مالكها الشرعي ؛ فكان يطلق، في كل مرة، حكمه الجائر : "ذيك صارت اعل ملك "أحم لل…" ! “.
لقد زارني، أكثر من مرة، هاتف في النوم وطلب مني تخليص المسلمين من الطاغية "أحم لل…". ومرة وأنا في نواحي "الفرفارات"، كنت شاهدا على تسلط هذا الشخص، فقد صادر بحضوري ناقة بقعاء (زرگه) جميلة ليتامى ضعاف، فقررت عندها تلبية نداء الهاتف واغتيال "أحم لل…". نسقت العملية مع شخص واحد أثق فيه تماما. كان "أحم لل…" يحمل سلاحا حديثا، وكان رفقة زميلين له. ترصدناهم بعض الوقت قبل أن نجهز عليهم وهم يتناولون الطعام، فسقط "أحم لل…" وأحد رفاقه عند اللحظة، وفر الثالث تاركا سلاحه. حاولت مطاردته، لكنه اختفى بسرعة في اتجاه "السن"… ولاشك أنه هو من أخبر النصارى بالواقعة.
لقد شكلت هذه البندقيات الحديثة الثلاثة أهم سلاح لدينا في البداية ؛ وهكذا بدأ الكر والفر بيننا وبين النصارى وأعوانهم…".