ترامب.. هاريس, بايدن... .شهاب الدين اسوأ من اخيه

طيلة الاسبوع الماضي استأثرت الانتخابات الرئاسية الامريكية بإهتمام العالم اجمع (وما زالت), ومما زاد هذه الانتخابات اثارة ان احد اطرافها هو الرئيس الجمهوري السابق والمنتخب دونالد ترامب احد اكثر الرؤساء الامريكيين اثارة للجدل والذي حقق انجازاً "تاريخياً" في هذه الانتخابات بعد ان اصبح ثاني رئيس امريكي في التاريخ يفوز بفترتين رئاسيتين غير متتاليتن بعد الرئيس الديمقراطي الاسبق جروفر كليفلاند عام 1892.   

هذه الانتخابات اسفرت عن هزيمة منكرة للحزب الديمقراطي الذي خسر السيطرة على البيت الابيض بخسارة مرشحته لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس التي كانت لسوء حظها "نائبة الرئيس بايدن" وهذا من ابرز اسباب خسارتها, وكذلك خسر الحزب سيطرته على الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب لصالح الحزب الجمهوري, مما يعني ان الحزب الديمقراطي سيكون على هامش الحياة السياسية الامريكية لعدة سنوات قادمة في حين سيكون الحزب الجمهوري مسيطراً على كافة السلطات الحكومية الثلاث التنفيذية والتشريعية وكذلك القضائية بعدما اصبح غالبية قضاة المحكمة العليا ذوي آراء محافظة وأكثر قرباً لتوجهات الجمهوريين, عقب تعيين الرئيس ترامب ثلاثة من قضاة تلك المحكمة التسعة من بين اكثر من 200 قاضياً اخرين من مختلف المستويات قام بتعيينهم في فترة رئاسته الاولى.

الخسارة الثقيلة التي مني بها الحزب الديمقراطي لم تكن مفاجئة في ضوء الآداء الباهت لادارة زعيمه جو بايدن والذي فشل فشلاً ذريعاً في ملف اوكرانيا ووكذلك الحال في الملف الاقتصادي الداخلي ناهيك عن ادائه الكارثي في ملف حرب الكيان الصهيوني على غزة.

بلا مبالغة, من العدل ان يكون ختام حياة جو بايدن السياسة بهذه النهاية المذلة, عقب تجرعه مرارة تنحيته عنوة عن الترشح للرئاسة ضد دونالد ترامب اثر هزيمته المروعة على يد الاخير في المناظرة التلفزيونية الشهيرة التي جرت بينهما اواخر يونيو الماضي, ولعل الاكثر وجعاً عندما وضع له ترامب ملحاً على جرحه بتعليق مؤلم على ما أسفرت عنه تلك المناظرة الحاسمة قال فيه "خلال نصف ساعة اخرجت اسوأ رئيس في تاريخ امريكا من الخدمة وبالضربة القاضية", الكثير من المراقبين اعتبروا ان هذا التعليق هو الاكثر ألماً لبايدن طوال حياته السياسية. 

يبدو ان ترامب كان صائباً بتكرار الاشارة الى مدى هشاشة بايدن وظيفياً, بالفعل الرجل كان متواضع الامكانيات السياسية والذهنية وحتى الجسدية, واداؤه لم يرق الى مستوى اداء زعيم أكبر قوى عسكرية واقتصادية وسياسية في العالم.

على سبيل المثال لا الحصر, في اوكرانيا كان فشله ذريعاً, فكان بإمكانه وأد التصعيد العسكري هناك في مهده وقبل وقوعه أصلاً وذلك بالاخذ في الاعتبارالمحاذير الامنية لروسيا أكبر قوة نووية في العالم وطمأنتها بعدم تمدد حلف شمال الاطلسي (الناتو) نحو حدودها شرقاً وكان يكفي لذلك خطاب من سطرين يتعهد فيه بايدن بألا تقترب القوات الاطلسية المتواجدة في اوكرانيا من الحدود الروسية الاوكرانية كما أقترح في حينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, الا ان بايدن كابر واستكبر ورفض هذا الاقتراح مطلقاً تصريحه الشهير الذي كان كما يرى معظم المراقبين سبباً في اندلاع العملية العسكرية الروسية وقال فيه: "لا أحد يملي على الناتو ما يجب ان يفعله وما لا يفعله", وكان هذا التصريح الاخرق الذي ينم عن سوء نية كافياً لاستفزاز الدب الروسي ودفعه الى تأمين حدوده على طريقته, فكان ان تحرك فوراً وابتلع ربع الاراضي الاوكرانية تقريباً وأشعل النار في الباقي, لتسارع عندها الولايات المتحدة الى تجنيد كل مقدراتها ومقدرات خلفائها في الناتو لمد اوكرانيا بكميات هائلة من الاسلحة تقدر بمئات مليارات الدولارات وبالتالي تشجيعهاعلى التصدي للعملية العسكرية الروسية وإرغام اتباعها الاوروبيين على قطع علاقاتهم الوطيدة مع موسكو, مما كان له كبير الاثر على التعاون التجاري بين تلك الدول وروسيا وخصوصاً في مجال الطاقة, مما نتج عنه تداعيات خطيرة على اقتصاديات تلك الدول وخصوصاً المانيا (أكبر اقتصاد في اوروبا) والتي ارتفعت اسعار الطاقة فيها الى مستويات غير مسبوقة وبالتالي ارتفاع تكاليف الانتاج في مختلف القطاعات وخصوصاً القطاع الصناعي بصورة كبيرة مما تسبب في ضعف تنافسية المنتجات والصناعات الالمانية وبالتالي ضعف الطلب عليها مما نجم عنه  خسائر كبيرة للكثير من الشركات طيلة العامين الماضيين مما اجبر حوالي 11 الف شركة المانية على اعلان افلاسها خلال النصف الاول من العام الجاري فقط وفقاً لتقرير مكتب الإحصاء الاتحادي الاخير الصادر في مدينة فيسبادن الالمانية, وهذا الاداء الاقتصادي المتعثر والخلاف حول طريقة علاجه الى جانب خلافات على ميزانية 2025 كان اهم اسباب انهيار الائتلاف الالماني الحاكم مؤخراً.

الولايات المتحدة لم تسلم من تبعات ما يجري اوكرانيا, فقد شهدت هي الاخرى ازمة اقتصادية خانقة ابرز معاملها ارتفاع غير مسبوق في مستوى التضخم السنوي الذي بلغ 9.1% وهو أعلى مستوى يسجل منذ عام 1981, مما حدا بالاحتياطي الفيدرالي الامريكي للسيطرة على هذا التضخم الى رفع سعر الفائدة عدة مرات متتالية ابتدءا من شهر اذار مارس 2023 حيث كان حوالي 0.25% ليصل الى حوالي 5.5% في شهر تموز يوليو من نفس العام.

نعم, تكاليف الحياة في الولايات المتحدة شهدت ارتفاعاً كبيراً  وخصوصاً في اسعار المسكن والوقود واسعار التأمين والخدمات الصحية وغيرها من القطاعات مما ترك اثراً سلبياً على القطاعات الانتاجية المختلفة والاستثمارات في تلك القطاعات وخصوصاً قطاعي الصناعة والتعدين وغيرها مما ترتب عليهتردي الوضع الاقتصادي وبدلا من تدارك تردي هذا الوضع المتردي وتبني ساياسات تقشفية والعمل على خفض النفقات الحكومية, استمر بايدن بتكبيد الاقتصاد الامريكي مئات المليارات من الدولارات الاضافية وذلك بالدفع بمقدرات القوات المسلحة الامريكية وارسال كميات هائلة من الاسلحة لاوكرانيا كما فتح مخازن الجيش الامريكي بالكامل ووضعها تحت تصرف الكيان الصهيوني الى ان شارفت مخازن الذخائر على النفاذ كما أشار احد المسؤولين العسكريين الامريكيين. 

هذه السياسات الكارثية ادت الى ارتفاع هائل في مستوى الدين الامريكي العالم ليصل لاول مرة في التاريخ الى حوالي 35 تريليون دولار اي ان نصيب كل فرد امريكي ما يقارب 150 الف دولار.....!!!!!!, هذا في حين ان اجمالي الناتج الامريكي لا يتعدى 24 تريليون دولار.

هذا وكان من الكوارث السياسية ان يصرح جو بايدن اكثر من مرة بأنه "صهيوني وليس من الضروري ان تكون يهودياً لتكون صهيونياً" كما قال, هذا التصريح المنحاز والعنصري لا يليق برئيس دولة تعتبر الاقوى في العالم ان يتفوه به, ولا يجوز لرئيس دولة هي القطب العالمي الاوحد ان يفاخر بانتمائه لحركة سبق ان صنفتها الامم المتحدة بأنها "حركة عنصرية" وذلك بموجب قرارها رقم 3379 وتاريخ 10 نوفمبر 1973 ولم يؤكد القرار على عنصرية الحركة الصهيونية فقط بل حث دول العالم على نبذ ومقاطعة الصهيونية والتصدي لها في كافة المحافل وعلى جميع الصعد, الى ان نجح رئيس وزراء الكيان الصهيوني حينها سئ الذكر والخلق والخلقة اسحق شامير في ابتزاز دول العالم وخاصة تلك القائمة على ترتيب مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط عام 1991, وقام باستغلال فرصة حماس وحرص الدول العظمى على ضرورة حضور كافة اطراف النزاع في الشرق الاوسط الى مؤتمر مدريد والاشتراط على هذه الدول إلغاء قرار الامم المتحدة المشار اليه مقابل موافقته على حضور المؤتمر وبالفعل صدر بيان عن الامم المتحدة من سطر واحد في 16 ديسمبر 1991 يلغي القرار المشار اليه, ولكن ذلك لا يلغي حقيقة عنصرية هذه الحركة المنبوذة في معظم دول وشعوب الارض وحتى عند معظم فئات الشعب الامريكي المتنوع ما بين عرق ابيض وعرق اسود وثالث لاتيني ورابع اسيوي وفيه العربي والمسلم.

ضعف بايدن لم يكن السبب الاوحد في اخراجه من المشهد السياسي الامريكي بهذه الطريقة المهينة, فالرجل أوكل الشرق الاوسط لعصابة لا ترى هناك إلا الكيان الصهيوني على رأسهم انطوني بلينكن اشد يهود الولايات المتحدة تحيزاً للكيان الصهيوني وكان واضحاً ان ولاءه كان للكيان الصهيوني أكبر بكثير من ولاءه للولايات المتحدة, فلم يتورع هذا الكائن اثناء زيارته للمنطقة "بأنه هنا بصفته يهودياً" ولعل هذه الكلمات العنصرية المقيتة هي كل انجازاته طيلة السنوات الاربعة الماضية, اذ لم يكن للرجل وزن ولا طعم ولا لون ولا رائحة. 

وهناك يهودي اخر, عاموس هوكشتاين, وهذا الكائن خدم في جيش الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة ويحمل جنسية الكيان الى جانب الجنسية الامريكية.

انحياز بل مشاركة ادارة بايدن-هاريس في الحرب على غزة كانت سبباً مهماً في هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الاسبوع الماضي, وحسب استطلاع للرأي اجراه "مركز بايو" فان اصوات العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة السبعة هي التي رجحت كفة دونالد ترامب, في ما اطلق عليه "عقاباً" لهذه الادراة الشريرة البغيضة الى مشاركتها الكيان الصهيوني في حربه على غزة واسفر عنه من ارتكاب مجازر وجرائم حرب وجرائم ابادة راح ضحيتها عشرات الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ.

وفقاً لنتائج الانتخابات فاز ترامب بفارق حوالي 81 الف صوت في ميتشغان تعود معظمها لأهلها المسلمين والعرب البالغ عددهم حوالي 300 الف نسمة, علماً بان اصوات المسلمين والعرب في هذه الولاية هي التي رجحت كفة بايدن في إنتخابات عام 2020.

ايضاً وفقاً للبيانات الانتخابية في ولاية بنسلفانيا فقد فاز ترامب بفارق حوالي 130 الف صوت تعود للعرب والمسلمين الذين يقدر عددهم في هذه الولاية الحاسمة اكثر من 200 الف نسمة.  

كذلك الحال في ولاية ويسكنسون التي يسكنها حوالي 75 الف عربي ومسلم وفاز فيها ترامب بفارق حوالي 29 الف صوت فقط و هي اصواتهم كما اجمع المراقبون.

الامر يتكرر في باقي الولايات المتارجحة جورجيا وكارولاينا الشمالية حيث يبلغ عدد العرب والمسلمين في كل منها ما بين 110 الى 140 الف نسمة وفاز ترامب فييها كلها وبفارق حوالي 50 الى 80 الف صوت في الولاية, وهذا يعني بوضوح وربما لمرة الاولى في التاريخ ان الصوت العربي والمسلم كان له القول الفصل في فوز رئيس الولايات المتحدة الى درجة ان بعض المراقبين رأوا ان الصوت العربي والمسلم كان اهم من الصوت اليهودي وهذا حدث مفصلي غير مسبوق في التاريخ الامريكي, وهنا تكمن اهمية وخطورة هذه الانتخابات. 

 

اخر الكلام:

الاسباب التي سبقت الاشارة اليها اعلاه وغيرها مجتمعة هي خلف الكارثة الانتخابية التي حلت بالحزب الديمقراطي والقت به على هامش الحياة السياسية الامريكية بعدما كان مسيطرا على البيت الابيض والكونجرس.

الابرز في تلك الانتخابات كان إعراض العرب والمسلمين عن كمالا هاريس والتصويت لدونالد ترامب بما يحمله ذلك من رسالة شديدة الوضوح بأن ذلك كان بمثابة عقاباً لادارة بايدن-هاريس وذلك لمشاركتها الكاملة في الحرب التي شنها الكيان الصهيوني المجرم على قطاع غزة شبه الاعزل منذ اكثر من عام ومازالت, والرسالة الاخرى ان الصوت المسلم والعربي بات رقماً يُحسب  حسابه في المعادلة السياسية الامريكية ويتنافس المرشحون في الحصول عليه ومبشر مستقبلاً ليصبح لوبياً له وزن وتأثير في القرار السياسي الامريكي باذن الله.

نعم هذا هو سبب تصويت العرب والمسلمين لصالح ترامب, ولم يكن اعجاباً بمواقف الاخير تجاه قضايا العرب والمسلمين وفلسطين, فالرجل له تاريخ اسود بشأن هذه القضايا في فترة رئاسته الاولى حيث زعم ان القدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الامريكية اليها في انتهاك سافر لقرارات مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية وحتى خروج على مواقف جميع الادارات الامريكية في التاريخ الحديث, كما سلم ملف القضية الفلسطينية لزوج ابنته سئ الذكر جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات الذي نشاً وترعرع وتلقى تعليمه في الكيان الصهيوني وثالثهم سئ الخلق والخلقة ديفيد فريدمان الصهيوني حتى النخاع ويسكن في احدى المستوطنات الصهيونية المقامة على اراضي فلسطينية مغتصبة وكذلك الحال ابنته التي تحمل الجنسية الصهيونية وخدمت في الجيش الارهابي, فقام هذا الثالوث الخبيث بارتكاب كل الفظائع التي يمكن تصورها بحق قضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين بما في ذلك ما اسماع صفقة القرن والاتفاقات الابراهيميةو ناهيك عن موقفه الرافض لدخول المسلمين للاراضي الامريكية وتصريحاته الممجوجة لمحطات تلفزة عالمية بان "الاسلام يكرهنا بشدة" بقصد التحريض على الاسلام والمسلمين.

اما في فترته الرئاسية الجديدة, فكما يُقال "الكتاب يُقرأ من عنوانه", فيبدو ان سياسته في المنطقة لن تكون مختلفةً كثيراً رغم يقينه أن أصوات المسلمين والعرب هي التي رجحت كفته في الولايات المتأرجحة اثر وعوده بوقف الحرب في غزة ولبنان ومناصرة قضاياهم.

التعيينات التي اعلن عنها حتى الان في ولايته المقبلة لا تبشر بخير, فقد رشح السيناتور ماركو روبيو لوزارة الخارجية, وهذا الاخير معروف بانحيازه الكامل الى الكيان الصهيوني, وسبق ان رد على سؤال حول رأيه في قصف بيوت الفلسطينيين فوق رؤسهم في قطاع غزة مما تسبب في استشهاد عشرات الالاف من الاطفال والنساء قائلاً: "حماس هي التي تُلام مائة في المائة, لماذا يختبؤوا بين المدنيين, هؤلاء حيوانات شريرة" على حد قوله.

كما عين إليز ستيفانك المؤيدة بالمطلق للكيان الصهيوني مندوبة دائمة في الامم المتحدة.

هذا بالاضافة الى تعيينه مايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة في الكيان الصهيوني وهذا معروف بتأييده الاعمى للكيان فقد سبق ان زار الكيان الصهيوني اكثر من 100 مرة في العقود الخمسة الماضية وفي احدى الزيارات لاحدى المستوطنات الصهيونية في منطقة القدس عام 2017 صرح لشبكة سي ان ان من بأنه "يحلم ببناء بيت له في الضفة الغربية لقضاء العطلات, وانه لا يوجد شيئ اسمه الشعب الفلسطيني ولا يوجد احتلال في الضفة الغربية, هذه ارض صهيونية" حسب زعمه.

رغم انه هاكابي صرح عقب تعيينه الاخير قائلاً: "أنا لا أقرر السياسة، ولكنني سأقوم بتنفيذ السياسة التي يحددها الرئيس", إلا انه قال في مقابلة له مع اذاعة الجيش الصهيوني الاربعاء 13 نوفمبر الجاري "ان الرئيس ترامب الذي اعترف في فترة رئاسته الاولى بالقدس عاصمة للكيان وكذلك ضم مرتفعات الجولان, من الوارد انه سيعترف بضم الضفة الغربية".

وفي هذا السياق ذكر مراقبون امريكيون ان ترامب عقد اتفاقاً مع الصهيونيةشديدة التعصب لليمين المتطرف مريام اديلسون يوافق بموجبه على ضم الضفة الغربية للكيان الغاصب مقابل تبرعها لحملته الانتخابية بمائتين مليون دولار (مائة مليون منها شخصياً بالاضافة الى مائة مليون دولار اخرى جمعتها له من اخرين من انصار الكيان الصهوني ), تجدر الاشارة الى ان مريام فاربشتاين (هذا اسمها قبل الزواج) صهيونية من اصل بولندي هاجر والديها الى فلسطين حيث تزوجت هناك للمرة الاولى وانجبت طفلتين, وذلك قبل زواجها للمرة الثانية من امبراطور نوادي القمار والدعارة في لاس فيجاس الملياردير اليهودي الامريكي شيلدون اديلسون وانجبت منه ولدين ايضاً, وكان اديلسون قد عقد اتفاقاً مع ترامب عام 2015 يتبرع بموجبه للاخير بمبلغ 150 مليون دولار مقابل ان يعترف بالقدس عاصمة للكيان وينقل السفارة الامريكية اليها عندما يصل الى البيت الابيض, وهكذا كان, اديلسون توفي عام 2021, وورثت عنه ارملته مريام امبراطوريته وثروة تقدر بحوالي 40 مليار دولار, هنا يشير المراقبون ان تعيين مايك هاكابي يأتي في سياق هذا الاتفاق الخبيث بين ترامب ومريام الذي سبقت الاشارة اليه وبناءاً على الاخيرة. 

هؤلاء على الاغلب هم القائمون على السياسة الامريكية الخارجية وخصوصاً في الشرق الاوسط للسنوات الاربعة القادمة.

ربنا يستر....!!!.

 

د. سمير الددا

[email protected]

 

خميس, 14/11/2024 - 22:56