هذا ليس فقط عام أحزان كما قد يتبادر للبعض و إنما هو موسم أعراس الشهادة .
الأبطال بشهودهم الشخصي ، يصنعون مشهدية البطولة و المعجزات ، إنهم يكتبون الحاضر و التاريخ و يعطون القدوة
و يحفرون في ذاكرة الأجيال و بهم ينفعل الوجدان و تتعطر الحياة.
يا يحيا ، إنك تموت في مثل عمر النبي بحساب التقويم القمري
و قد زاحمت بإنجازاتك في هذا العمر المبارك العريض كل أيقونات الأمة و أرصدة سادتها عبر الزمن إذ لا خلاف أنك تطاول أمثال خالد بن الوليد و صلاح الدين الأيوبي.....
نعم أنت تموت أحسن موتة و ربما بالصورة التي تمنيت لنفسك
و حرصت عليها، أي أن تموت مقبلا غير مدبر ، شاكيا السلاح ، صابرا محتسبا .
إنك بذلك تمنح من خلفت وراءك كل القوة و الشحنة و العزيمة على صيانة "وديعتك" التي تركت و هي وديعة لن تسقط و لن تضبع لأنها موجودة في عنق أمة لا تموت و لن تستكين .
بالتأكيد سيبقي اللواء مرفوعا مهما بلغت التضحيات و ارتفعت الضريبة واشتدي يا أزمة تنفرجي .
لا وقت لبكائك يا أنبل الشهداء و آخر الابطال إذ الدموع تجف في حضور "رزيتك" كما لا أحد سيرثيك بالكلمات فهذا أوان الشد فاشتدي زيم...
السلام عليكم
محمد ولد شيخنا