يا يحيا، مبروك لك الْحَيَوَانُ !

 هذا ليس فقط عام أحزان كما قد يتبادر للبعض و إنما هو موسم أعراس الشهادة .
 الأبطال  بشهودهم الشخصي ، يصنعون مشهدية البطولة و المعجزات  ، إنهم يكتبون الحاضر و التاريخ و يعطون القدوة 
و يحفرون في ذاكرة الأجيال  و بهم ينفعل الوجدان و تتعطر الحياة. 
 يا يحيا ، إنك تموت في مثل عمر النبي بحساب التقويم القمري
 و قد زاحمت بإنجازاتك في هذا العمر المبارك العريض كل أيقونات الأمة و أرصدة سادتها عبر الزمن إذ لا خلاف أنك تطاول أمثال خالد بن الوليد و صلاح الدين الأيوبي.....  
نعم أنت تموت أحسن موتة و ربما بالصورة التي تمنيت لنفسك
 و حرصت عليها، أي أن تموت مقبلا  غير مدبر ، شاكيا السلاح ، صابرا محتسبا .
 إنك بذلك تمنح من خلفت وراءك  كل القوة و الشحنة و العزيمة على صيانة "وديعتك" التي تركت و هي وديعة لن تسقط و لن تضبع لأنها موجودة في عنق أمة لا  تموت  و لن تستكين .
بالتأكيد سيبقي اللواء مرفوعا مهما بلغت التضحيات و ارتفعت الضريبة واشتدي يا أزمة تنفرجي .
لا وقت لبكائك يا أنبل الشهداء  و آخر الابطال إذ الدموع تجف في حضور "رزيتك" كما لا أحد سيرثيك بالكلمات فهذا أوان الشد فاشتدي زيم...

 

السلام عليكم  

 

محمد ولد شيخنا

جمعة, 18/10/2024 - 09:45