بحثا عن المعنى.. جائزة شنقيط لباحث سعودي؟

لعل كثيرا لا يعلمون أن جائزة شنقيط تكلف الأمة الموريتانية 171 مليون أوقية، لتوزع على المكرمين جوائز ثلاث، مجموع قيمتها 15 مليون أوقية، أي أقل من عشر المبلغ الذي كلفته.

لعل كثيرا لا يعلمون أن هذا المبلغ يزيد على ثلث ميزانية الوكالة الوطنية للبحث العلمي والاختراع، الجهة التي عهد إليها بالمهمة الجسيمة :  تمويل البحث العلمي وتشجيعه.

كانت جائزة شنقيط للعلوم والتقنيات هذه السنة، من نصيب باحث يقدم نفسه على أنه سعودي، لا تربط موضوع أبحاثه علاقة بموريتانيا، ولا يعمل بإحدى مؤسساتها العلمية. فما هي علاقة منحه الجائزة بتحقيق هدفها في تكريم "الذين ساهموا بشكل كبير أو استثنائي في الإشعاع الأدبي والفني والعلمي والثقافي لموريتانيا" بمنصوص موقع الجائزة نفسه؟

تشكل كلفة التسيير أكثر من تسعة أضعاف الجوائز الممنوحة، وهي دون مبالغة كلفة سرطانية، وفي النهاية تحيد بعض جوائزها عن الهدف المقصود. أعتقد -والحالة هذه- أن الأنجع أن تكلف الهيئة الوطنية للبحث العلمي والاختراع بتسيير الجائزة، فلا شك أن ذلك سيخفف من كلفة التسيير، وسيزيد قدرة الهيئة على تمويل البحث العلمي بأكثر من ثلث قدرتها الحالية.

إن من يبحث عن المعني في كثير من تصرفاتنا -حتى في تصرفات سنام النخبة- يعبد لنفسه نهجا إلى الجنون، فلن تجد معقولية ناظمة، فكيف تستمرئ نخبة كهذه ترهلا تجاوز تسعة أعشار الميزانية؟ وكيف تستحل تحييد إحدى الجوائز عن مقصدها بمنحها لمن لا إسهام له على الإطلاق في الإشعاع العلمي لموريتانيا؟  

لم أكن مترشحا لجائزة شنقيط 2024، لكنني كأحد أفراد المجتمع العلمي أعرف أن من بين الذين قدموا ترشحاتهم أفرادا حققوا بالمثابرة في الظروف التي نعلم، نتائج أكثر من استثنائية، أرفع لهم القبعة وأشد على أيديهم، -ما تفعلوا من خير فلن تكفروه-، وأقدر بفخر تضحياتهم إسهاما في الإشعاع العلمي لموريتانيا.

 

وفق الله وأعان

د. م. شماد ولد مليل نافع

أربعاء, 16/10/2024 - 11:51