عن ملف الأموال.
.........ا
نحن في حزب الكَنبة، أضعف من ركوب الموج، ولا حيلة لنا أبْعد من التفرج على السطحيات، ولا مَغنم لنا أكبر من التعليقات.
ومن التعليقات، أننا حتى الآن مازلنا مستغرقين في فهم ما يحصل، خلناها بداية حرب وطن وثوابت وبقاء واستدراك، ثم التبس علينا الحال، انتقلنا من قضية وطنية تشغل الرأي العام إلى تفاهات جدلية فيسية، دخلنا في حرب بالذخائر الصوتية بين القبائل والطرق، دخلنا في اللاملموس وفي بواطن العوالم الهُلامية، دخلنا في الكلاب والشخصنة، في تتبع أخبار التوقيفات والاستجوابات و الاستراحات، والصّرافات والتحويلات، ثم في التسريح وشارات النصر والاحتفالات والكرنفالات؟
ثم أعمانا الغبار بعد ذلك فلم نعد نرى شيئا ولا ندري أين نحن!
طغت الطرائف على المشهد الإعلامي للملف وغطَّت ما سواها،.. معارك الأنصار والمناصرين، والمنتصرين!.. فلا أحد يقر بالهزيمة أمام الآخر.. قد نستغرب أن وقود المعركة كان ناعما وأساسه جيل الألف الثالثة من المدونين، وبما أنه جيل (مريضْ الكارْهو)، فليس على المريض حرج في استخدام كل الأسلحة المحظورة.
لقد نجحوا -كالعادة- في تمييع الملف، وفي خلق تأثير فوضوي على الرأي العام، فلم يعد يدرك "ساسو من راصو".
واستمرارًا في غلبة الطرائف،.. لن نستغرب أن يُنشد آل الميداح بيت "حرب" بعد كربٍ، فالخال والدٌ، والملف تحول من فتح تحقيق لفتح جبهة، ولم نستغرب ألاَّ يتنكر معدن سدوم الخاص لمعرفةٍ أو صداقةٍ تربطه بصديق، وأن يضع كفه على أذنه وينشد:
«إنَّ لي مولى كريما.. لم يزل يرعى ودادي
كلما زدت ذنوبا .. زادني منه أيادِ »
ولن أبحر في نوايا الفنان-الأيقونة سدوم، لكن لا أظنه ممن يَشتري عارًا بمَكْرمة، فربما حاول أن يوازن بين فضيلة الوفاء لهذا وفريضة الولاء لذلك، وعليه، قد يكون شدَّد ا(لدَّال الأولى) دون أن نفطن، فأدخل قريبه في رعاية المولى، فمن المستبعد أن يتخلى عن "وَدَّادي" لصالح "وِدَادِي"، فيَزدَد ذنوبا قبلية.
لن نستغرب أيضا أن تجلس الأيقونة العالمية والشيخة السابقة المعلومة عند أقدام مضيفها، لتخلع عليه بعض من خصال أجداده، فلم يزل التراث الفني يعلّمنا أنَّ كل كريم معطاء مُمجَّد عن استحقاق،.. ولن نستغرب إنْ نازلها زيدان في ذات المجلس بقذائف ترويجية، وطغى على صوتها العذب.. فعن جدارة ذاتية، نجح زيدان في أن يجعل صوته الأعلى على المنابر المحلية اليوم، وأنشأ مَهذبا مُتَّبعا.
لكن مَا علاقة ما كتبتُ أعلاه بالحماية النقدية لموريتانيا من اقتصاد الظل وويلاته؟،.. لستُ أدري!
الحقيقة ما كنتُ أقصد الإسهاب هنا، بل أردتُ من باب " تسْياف اخروجو" أن ألفتَ انتباه گرمي منت سيداتي ولد آب، إلى أنَّ ابنتها ديمي تمتلك صوتا مميزا، صوتا انثويا شاعريا "بسكر زياده"، وطبعا بينها وجمال الصوت قرابة دمٍ واسم.
أتمنى عليها أن تحمي هذه الزهرة من الضياع في "استگوي" السلبي، ومن حضيض المحلية، وأن ترتقي بها عن عبث الصراخ المُمَجِّد،
أتمنى أن تتعهد موهبتها بالصقل بالدراسة، وبالتثقيف الموسيقي في أحد المعاهد الغربية أولا ثم العربية لاحقا، أن تُلحقها بمسابقات "الشو" المتلفزة،.. وگرمي مقتدرة على ذلك ماديا بريع حنجرتها.
فربما توفق الصغيرة ديمي، في أن تكون لبنة أولى لمشروع فنان وطني عصري، متحرر من تفاهاتنا، يجهل التراث القبلي، ويعجز عن انشاد بيت حرب في وقت السلم، وليس مستعدا ليكون مِسندا صوتيا لأحد..
أما بالنسبة لملف الأموال، فإلى أنْ يتفاصْلنَّ يكانو ملف وطني عام ولل ملف شخصي خاص!
تحياتي من حزب الكنبة.
الدهماء