لكم كرّرت رغبتي في التفرّج على الأحْداثِ كي لا يتعرّض المكتوب للتأويلات الخاطئةالتي تصْدُر عن البعضِ كلّما قرأ ما لا يوافقُ هواه .
ولأنّ القضايا المرتبطةَ بالهمّ العام يُخْشي أن يكون تارِكوها قد حادوا عن الصّواب فإني موردٌ بعْضَ الأفكار بعْد ما كثُرَ اللغطُ حول اختيار رئيس الجمهورية لمعاونيه :كلٌّ يُدلى بدلوه من دون تفطّنٍ لما ينبغي أن تكون عليه الأمورُ.
أما الجدل فحول تَأفُفِ البعض من التعيينات المحدودة إلى الآن ما يوحي أن الرئيسَ أُخِذَميثاقُه لا يعيِّنُ في وظيفة عامّةٍ إلا بعد استخارة واستشارةٍ.
ما أعلمه أن الرئيسَ تعهَدَ ببرنامجٍ مكتوبٍ لدينا نسخٌ منه في كتابٍ لا يمّحي إذ أصبح في الأقراص والحواسيب والبريد الالكتروني .
وقد لاحظتُ التركيزَ على تطبيقِ البرنامجِ هذا في تقديم الوزير الأوّل لبرنامج الحكومة الذي نال تزكيةَ البرلمان .
أضف إليه أن بعض القطاعات فيما نرى بدأ فعلا في تطبيقه ونسمعُ في مداخلاتِ الوزراءِالكلامَ عن هذه التعهداتِ في كافة النشراتِ.
في الجمهورية الإسلامية لا يوجد إجماعٌ على الحال السياسي :من يري القطيعة مع الماضي مَخْرَجًا ,ومن يري البناء عليه مُخَلِّصًا مع أنه ليس لأي الحقّ في جعل ما يريُد فوق تطلّعاتِ غيرِه,الاختلافُ في وجهات النظرِ مشروعٌ.
والصّواب أن الدّولة متتالية من التراكمات يُكَمِّلُ لاحِقُها السابِقَ ويبني علي رصيده, فالأحكام لا تتنافر بل تتكامل ضرورة حتى مع عدم التطابق في الّرؤية .
فالأهداف متَّحِدةٌ في السعي إلى ازدهار الأمة والمتغيّرُ هو النمطُ المفضّل عند هؤلاء وأولئك في طريقة الوصول للمبتغي.
وأمام وضعٍ كهذا نعلمُه جميعا علم اليقينِ ويَعلمُه رئيسُ الجمهورية أيضا ليس من الإنْصافِ الإكثارُ من الجَهْرِ بالشّكوى كلّما صدر مرسومٌ بتعيين فلانٍ .
ومِنْ ما أعْطَي الاستِحْقاقَ الأخيرَ طعْمًا خاصًا جمْعُه مباركة الموافقينَ والمُعارضينَ , فعليهؤلاء جميعا أن لا يفسدوا ما قدّموا بالتّأفُّفِ ونحْوهِ فقد يكونون على اللائحةِ المواليةللترقية ,من يدري؟
إن الخلْخلَةَ في المواقفِ شهرين اثنين من التنصيبِ وأقلّ من تشكيل الحكومةِ أمْرٌ عجيبٌ قد لا تكون أسبابُه محصورةً في المواقفِ من الأشْخاصِ الذين علينا تفهّمُ أنهم قد تتغيَرُ توجهاتهمْ إلى ما هو أصْلَحُ.
وسؤال جوهريٌ لمن يغمزُ في القرارات, أليس الرئيسُ مطّلعا على كلّ هذا ؟ألا يعلمُ ما يُقالُ حولَ الأشخاصِ؟
أعتقد أنه أكثرُ اطلاعا من الجميع لكن إكراهات المناخ السّياسي وتعدّد مصادِر الأخباِرالتي يتلقي ,الكلَ يؤثّرُ في القَرارِ.
إن العهد الذي بيننا ورئيس الجمهورية هو برنامجه الموجود بين الأيدي فبقدر تنفيذ الحكومة له تكون مواقفنا.
على أن البرنامج ما إن يتحقق أغلبهُ يكون حازَ المطلوب إذ المائة في المائة مطلبٌ تعجيزيٌ معيب.
وشهادة الجمهور اليوم على ما تقوم به الحكومة أن ثمّة بحثٌ جادٌّ لصالح تلبية المطالب الملحّة في قطاعات الصحة والتربية ونحوهما.
فهنالك تفكير متقدم في قيام المدرسة الجمهورية ونشر العدل بين النّاس وهو لعمري أحوج ما تحتاج الأمة لأنه البذرُ للُحْمَةٍ وطنية تقي من الضّياع والتفكّك.
و يبعث على الأمل تصدّرُ الحديث عن برنامج الرَئيس في كلّ مناسبة حكومية ما يبشّر بأنه الشغل َ الشاغل لجميع القطاعات.
الظاهر من مجريات الأحداث أن الأمور في الدَولة في اتجاهٍ يبعث على الأملِ و يقتضى انخراطَ النخبة في المقدّمة لتحصين التوجه وحتى لا نُميتَ في المسؤولين التطلعَ إلى الأمام .
وفى مقامٍ آخر وعطفا على ردّة فعل الحكومة في كلٍّ من: سيلبابي –وآجوير وقرى أخري يمكن للمرء الموريتاني الاستبشار بأن الخير قريبٌ .
أدام الله عافيته على الجميع...