أولا: حفتر والسراج فعليا باتا خارج اللعبة السياسية في ليبيا:
1. الرفض القاطع من قبل المجلس الرئاسي والمجلس الأعلي للدولة، الجلوس أو التحاور مع حفتر بأي شكل من الأشكال، جعل رعاة التسوية السياسية الحالية( وبالذات الولايات المتحدة)يستبعدونه بشكل نهائي.
2. السراج، أسر لبعض أعضاء الوفدين الذين شاركا في مفاوضات بوزنيقة والقاهرة، أنه سيستقيل بمجرد الوصول إلي تسوية سياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ثانيا: أهم التسريبات ليلة البارحة واليوم :
• السراج سيستقيل نهاية الأسبوع الجاري (لكنه سيبقى في منصبه لتصريف الأعمال، خلال مفاوضات تشكيل حكومة جديدة في جنيف الشهر المقبل)***.
• سيتم التوقيع علي اتفاق سياسي، بمثابة الصخيرات 2 في جنيف نهاية الشهر الجاري، بين عقيلة صالح وفايز السراج.
• في الأسبوع الأول من أكتوبر سيتم تشكيل مجلس رئاسي بقيادة عقيلة صالح ونائبين هما خالد المشري وعبد المجيد سيف النصر .
• مباشرة سيتم الإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يتوقع أن تكون برئاسة عارف النايض أو عبد الرحمن السويحلي أو فتحي باشاغا، وأري أن حظوظ فتحي باشاغا أكبر من غيره لعدة اعتبارات لعل أهمها أنه طالما أن رئيس المجلس الرئاسي من الشرق، وبالتالي يفترض أن يكون رئيس الحكومة من الغرب.، وأن باشاغا مدعوم من كل من حمائم وصقور مصراته علي حد سواء.
التسوية السياسية الحالية ستكرس نظام محاصصة جهوية في ليبيا اقرب إلي النظام الطائفي بلبنان، حيث اتفق المفاوضون في الجلسات التشاورية الثلاثة في هذا الشهر في بوزنيقة بالمغرب ومونترو بسويسرا والقاهرة أن رئاسة المجلس الرئاسي تكون من نصيب شرق ليبيا ورئاسة الحكومة للغرب ورئاسة البرلمان للجنوب الليبي. وبمجرد تبني هذا الخيار سيتحول مع الوقت إلي عرف سياسي، يصعب تجاوزه أو تخطيه.
في كل الجعجعة الحاصلة حاليا، الغائب الأكبر هو الشعب الليبي، الذي غيب نفسه برضائه وتقبله لما يحصل، وكأنه يعطي تفويض ضمني لمتصدري المشهد العام بتقاسم السلطة فيما بينهم!
ما هكذا يكون الخروج الناجح والآمن من مخلفات الحروب الأهلية.
حفظ الله ليبيا وشعبها الطيب من كل مكروه.
د.الحسين الشيخ العلوي
27 محرم 1442، الموافق 15 سبتمبر 2020 / تونس.