في آخر أيام الخمسية الأولى كان (الأسف) في تصريح عفوي اختزل معاناة سكان نواذيبو في كلمة رغم تصريح حكومي رسمي بصرف 155 مليار أوقية لصالح المدينة لكن خارج نطاق الماء الصالح للشرب أو تطوير خدمات البنى التحتية للمدينة الاقتصادية الكبرى التي أغتالتها يد (حرة) لمنطقة تفتقد كل مقومات (Free zone). فكانت الخمسية الثانية مأمورية (الندم). حيث كانت بداية متعثرة للحكومة التي يراد لها محاربة الفساد ب (المفسدين) و مأمورية الشباب التي لا تهتم بقضاياه لكنها تحرم الطلاب المتفوقين من المنحة التي تلاعب بها ابو الحروف لتصبح (محنة) في سلسلة(مناهل) غير تعليمية و غير أكاديمية. صور لقاء الوزير و (هي كايز) و تبريرات وزير (الإلغاء) القادم من طيف المعارضة بتصريحات و تعابير اختلفت تماما بعد (التوزير).اتحاد (المهور) يدخل على الخط و دور (جانبي) في تخفيض الأسعار و نجاح (باهر) في تثبيت الأسعار و فرض أجندة (التجار). صور و مواقف تعطي صورة واضحة جدا عن المعدل العام لنسبة الفشل الحتمي للحكومة و التي وصفناها آنفا بغير (المتجانسة)
تتأكد تلك الفرضية حتى قبل جلسة (التصديق) البرلمانية. و حسب معلومات هناك صعوبات و مصاعب تعاني منها الجامعة اليتيمة ليس فقط من ناحية الاستيعاب و الخدمات لكن أيضا من الناحية العلمية و الأكاديمية. قرار إلغاء منح الطلاب المتفوقين إلى الخارج خطوة قد لا تمس أبناء النافذين لكنها تقتل (حلم) أبناء الفقراء و المهمشين من عامة الشعب. حسب أستطلاع للرأي هناك أستياء كبير لدى الطلاب و أسرهم و حتى في مختلف الاوساط الشعبية من هذا القرار الذي لم يراعي طموح الناجحين و معاناة الأولياء.. حسب تصريحات الوزير ف (الإلغاء) جاءت نتيجة ل (الأكتفاء الذاتي) و هذا ربما يتطابق مع الاكتفاء الذاتي لوزارة الزراعة لكن من السيارات الرباعية الدفع و يذكرنا ب (أكتفاء) اتحاد (المهور) في مادة البيض و التي كانت قبل الاكتفاء ب 50 أوقية للبيضة بينما وصلت بعد الاكتفاء إلى 150 اوقية للبيضة.
تبريرات وزير التعليم غير مقنعة فحسب معلومات مؤكدة هناك نقص كبير في طاقم التدريس و ربما يلجأ الوزير إلى أستيراد أساتذة من دولة شقيقة حيث راتب شهر واحد يوازي منح الطلاب المحرومين من المنح الخارجية.
خلاصة القول القرارات المصيرية يجب أن لا تؤخذ خلف أبواب المكاتب المكيفة و الموصدة بل بعد دراسة تستوفي الشروط و المنهجية العلمية و المعطيات. جامعة نواكشوط غير مصنفة لا على المستوى الافريقي أو العربي أو الإقليمي ام الدولي (اللهم لا شماتة).و حتى رسائل التخرج هي عبارة عن نسخ مكررة تتغير فقط الأسماء و التواريخ و تفتقر منهجية البحوث العلاجية و الأطروحات.حرمان المتفوقين من الدراسة في الجامعات الخارجية دليل على سوء تقدير و عبثية في أتخاذ القرارات الصائبة. هناك عرف دبلوماسي و ثقافي و علمي و تعليمي و أكاديمي في ما يعرف إصطلاحا ب (الابتعاث) و هي فرصة عالمية مفتوحة بين الجامعات تهدف إلى تطوير التحصيل الدراسي و تشجع التبادل الثقافي بين الشعوب. حتى الجامعات العريقة تفتح هذا المجال التبادلي المعرفي. لا زال الوقت مبكرا أمام فخامة رئيس الجمهورية و الوزير الأول و البرلمان و صناع القرار للتراجع هذا القرار الظالم و الجائر مثلما تم التراجع عن قرار (22) للمنتوج الفرنسي.
عبدو سيدي محمد
1 سبتمبر 2024