تبدأ السنة الهجرية الجديدة 1442، في ظروف دقيقة على الصعيد الوطني، حيث يتم "احتجاز" -في ظروف مأساوية- رئيس الجمهوريةالسابق السيد محمد ولد عبد العزيز لدى الشرطة السياسية للنظام في تحد سافر للقوانين الموريتانية ذات الصلة، هذه القوانين التيتؤكدصراحة، من بين أمور أخرى، أنه لا تمكن محاكمة رئيس سابق إلا إثر ارتكابه لأخطاء ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى، وتتم محاكمته(حصريا) في هذه الحالة من طرف محكمة سامية، أما ما عدا ذلك فظلم وظلمات. على صعيد آخر، فإن هذا الشكل من المعاملة اللا-إنسانية يتعارض رأسا مع الثقافة والأخلاق والأعراف التي ظلت تجمع الشعب الموريتاني بكل مكوناته عبر التاريخ، كما يتعارض مع مواثيقدولية محددة وصريحة وافقت عليها الدولة الموريتانية وتعهدت باحترامها.
وتبدأ السنة الهجرية الجديدة إقليميا بأحداث أقل ما يقال عنها أنها مقلقة، حيث انهار بسرعة محيرة التوازن الهش الذي ارتكزت عليه المقاربةالأمنية في شبه المنطقة...
أما على الصعيد الدولي، فمن المتوقع أن يواصل التحدي الصحي الحالي -والذي لم يصل بعد إلى ذروة الانحسار الأبدميولوجي عالميا- إحداث تغييرات جوهرية على التوازن الجيوسياسي الذي أفرزته نهاية الحرب العالمية الثانية، خاصة ما يتعلق منه بالتراجع الكبير في دورالهيئات الدولية وانحسار التعاون متعدد الأطراف بصفة عامة، تحت ضغط أوضاع اقتصادية تزداد صعوبة يوما بعد يوم،مهددة نمط حياة الطبقات المتوسطة في الدول الغربية الرئيسية، هذا النمط الذي شكل صمام أمان الاستقرار في هذه الدول خلال الخمسة وسبعين سنةالماضية.
وفي ظروف معقدة كهذه، تتضح أهمية منطق العدل والإنصاف والتسامح فيما يتعلق بالشأن العام الوطني، وعليه فإنني أوجه نداء إلى رئيسالجمهورية الحالي الذي تعود إليه المسؤولية القانونية والأخلاقية فيما يتعلق بصون الحريات الفردية والجماعية والذي أدى القسم الدستوريبهذا الخصوص على مرأى ومسمع من الجميع، أن يأمر مرأوسيه في الجهاز التنفيذي من نيابة عامة وجهاز شرطة، أن يطلقوا فورا سراحالرئيس محمد ولد عبد العزيز وأن يعتذروا له. كما أعيد هنا اقتراحا لطالما تقدمت به ويتعلق بفتح قناة حوار مباشرة بين الشريكين السابقينفي الحكم خلال "العشرية"، لحلحلة إشكال "المرجعية" على نار هادئة...
وفي الأخير، كل عام وأنتَ أو أنتِ بألف خير وعلى ألف خير! وكل تمنياتي بأن تكون -بإذن الله تعالى- السنة الهجرية الجديدة، سنة توافقوهدوء ونماء لكل الموريتانيين والموريتانيات، وللمسلمين عبر العالم وللبشرية جمعاء.
د. إسلك ولد أحمد إزيد بيه