كلام وزارة الخارجية عن اتفاق الإمارات مع الكيان الصهيوني و التغطية على هذا التصرف المشين ،الذى تجاسر عليه بن زايد لا يمثلنى باختصار شديد و جلي،و يذكر بضعف حكومة العشرية و مابعدها،، فى وجه الإمارات العربية المتحدة .
و رغم احترامنا للشعب الإماراتي العربي المسلم الشقيق و حكومته،إلا أننى أدين و أستنكر أسلوب بن زايد فى تعامله مع قضيتنا المركزية،قضية فلسطين السليبة و الأقصى الأسير ،و أرجو الله أن ينتقم من كل حاكم أو محكوم يوالى الصهاينة و أشياعهم .
كما أن ماذهب إليه إسماعيل ولد الشيخ أحمد من تزلف للإمارات و خلط للأوراق و المصطلحات فى هذا الشأن الحساس و الاتفاق الفضيحة الفاجعة، لايخدم سمعة بلدنا و لا شعبنا الأبي، الذى عرف دوما، برفض كافة صور التطبيع، مهما أقدم عليها ولد الطايع محليا فى وقت سابق،أو بن زايد خليجيا، على نحو نستهجنه، بشكل حازم جازم.
و أطالب باستدعاء السفير الموريتاني، لدى أبوظبى، و الاعتذار رسميا للشعب الموريتاني، عن فحوى هذا البيان المبارك المرتبك، الذى أصدر ولد غزوانى و وزير خارجيته المتساهل،إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
تبا لكل هذه الرعونات و التخبطات، التى صدرت عن الحكومة الإماراتية و الموريتانية، فى أمر هذا الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي البائر قطعا،بإذن الله و حوله و قوته.
و أما ما يدلف إليه العلامة عبد الله ولد بيه، عافاه الله و أطال عمره فى طاعته، من تقارب مثير للجدل مع الغرب عموما و الفاتيكان خصوصا، ثم أتبعه بمباركة الاتفاق الصهيوني الإماراتي.
فهذا المسار كله، لا يبعث على الثقة فى بعض توجهات هذا العلامة المذكور،و توزير ابنه،رغم نجاحات ولد رمظان،و علاقة ولد غزوانى مع الإمارات و ولد بي، كل هذا لا يطمئن نهائيا، على مستقبل موقف موريتانيا، من قضيتنا الأولى ،قضية فلسطين السليبة و الأقصى الأسير.
أنا شخصيا، لا أثق فى خبرة ولد غزوانى، فى مادة السياسة بوجه خاص،لكن توأدته و عدم احتقاره للرأي العام،قد تنفعه فى تخفيف انعكاسات ضعفه فى بعض ملفات السياسة،و لا أستبعد من حين لآخر، أن ندفع ثمن هذا النقص فى بعض قدراته القيادية،فهذا الاتفاق الصهيوني الإماراتي، المريب و المثير للجدل،كان يمكن أن يمر، دون أن ننشغل بأي نقاش،أي كان حوله.
و مبدئيا شعب موريتانيا، فى الغالب الأعم، لن يفرط فى ذرة من أرض فلسيطن العربية الإسلامية الغالية المقدسة،و ما كان لحكومتنا الوطنية الموقرة،و الواعدة من عدة أوجه، حتى الآن،أن تبارك صراحة و لا ضمنيا، مثل هذا التقارب و التطبيع المشين المستهجن، بين حكومة الإمارات و الكيان الصهيوني.
و قد ذكرنى هذا التجاذب، بالحكمة العربية التليدة البليغة،إذا كان الكلام فضة،فإن السكوت من ذهب!.
و سيبقى صاحب الفخامة،الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزوانى،مصدر ثقة قيادة و استقرار و تنمية، لدى قطاعات غالبة من شعبنا ، لكن مع ضرورة تفعيل الاستشارة و تعميق التريث،و بوجه خاص فى شأن بعض الملفات الحساسة.