اي مستقبل لدولة الاحتلال؟

حملت دولة الاحتلال منذ تأسيسها، بل وحينما كانت فكرة، بذور اضمحلالها وزوالها وقد تنبأ بعض مؤسسيها وعتاة المدافعين عنها ورجال دين يهود بذلك قبل غيرهم.
كان الزعماء الأروبيون يكرهون اليهود ويريدون التخلص منهم، فتآمروا لتوطينهم في فلسطين ليس حبا فيهم وإنما للتخلص منهم وللهيمنة على المنطقة العربية وتبنت الدول الأروبية وفي مقدمتها بريطانيا ومعها الولايات المتحدة رعاية هذه الدولة ذات الطابع الاستعماري- الاستخرابي- الإحلالي لأسباب دينية وسياسية وأيضا تكفيرا عن عقدة ما يسمى بالهولكوست خاصة بالنسبة لألمانيا..
كان من مؤشرات عدم قابلية هذه الدولة للاستمرار معارضة بعض الحاخامات للذهاب إلى فلسطين فعقيدتهم أنه على اليهودي أن ينتظر في صبر وأناة إلى أن يأتي المسيح المخلص لأنهم يرون أن تأسيس الدولة فرض للمشيئة الإنسانية على حساب المشيئة الإلهية كما ذكر المفكر عبد الوهاب المسيري.
وهي تحمل بذور زوالها وتفككها من عدم وضوح هويتها فقد اختلف قادتها هل هي دولة  يهودية أو دولة لليهود أو دولة صهيونية؟ وكل صفة تختلف عن الأخرى في بعض التفاصيل وإن كانت تتقاطع في مدلولات معينة.
وهي غير قابلة للاستمرار لأنها قامت على الظلم والقهر والتدمير والإبادة وتهجير شعب أصيل في أرضه لتزرع محله مهاجرين من شذاذ الآفاق وفق سرديات وهمية ومظلومية لا يتحمل اهل فلسطين وزرها.. 
وعوامل زولها كثيرة منها الديمغرافيا وتغير موازين القوى والخلافات الداخلية وإمكانية تراجع الدعم الغربي وتغير المناخ السياسي في البلاد العربية، هذا فضلا عن استمرار المقاومة بأشكال مختلفة رغم التضحيات الكثيرة. 
مراحل دولة الاحتلال

 

مرحلة التأسيس
 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر  1947 قرارا يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، وذلك بموافقة 33 دولة ورفض 13 وامتناع عشر دول عن التصويت.
أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين التاريخية للدولة اليهودية.
مرحلة التوسع 
وبعد التأسيس جاءت مرحلة التوسع والتمدد فشنت دولة الاحتلال حربا خاطفة هزمت فيها سنة ٦٧ عددا من الجيوش العربية واحتلت بقية أرض فلسطين مع سينا والجولان واحتلت نفسيا كل الدول العربية تقريبا بذريعة قوة جيشها وخاصة تفوق سلاحها الجوي.  
كانت هذه مرحلة التوسع والهيمنة لكن هذه المرحلة تعرضت لأول ضربة قوية مع عبور الجيش المصري لقناة السويس وتحطيم خط برليف بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلي في حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣  فعرف الصهاينة أن حصونهم غير مانعة لهم وبدأ حلم " إسرائيل الكبرى" يتبدد وكان بالإمكان أن تكون نتائج حرب أكتوبر أفضل غير أن السادات غير مسار الحرب أولا بعدم سماع نصيحة قائد الأركان فأمر بتحريك الجيش شرقا فكانت الثغرة المعروفة التي حولت انتصار أكتوبر إلى هزيمة..
وغير النتائج ثانيا بذهابه إلى ما سمي سلاما وتوقيعه لاتفاقيات كامب ديفيد التي استرجعت بموجبها مصر سينا استرجاعا مذلا ثمنه الإخلال بسيادة مصر على أرض سينا لكن الثمن الأصعب هو خروج أكبر دولة عربية من الصراع مع دولة الاحتلال فضلا عن شق الصف العربي..
طبعا احتفظت دولة الاحتلال بمرتفعات الجولان السورية التي ظلت جبهتها هادئة حتى يوم الناس هذا..
وبقيت المقاومة في فلسطين وفي لبنان واجتاحت دولة الاحتلال لبنان سنة 82 وتمكنت بمساعدة الغرب وصمت العرب من إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان..
وقبل ذلك دمرت دولة الاحتلال سنة 81 المفاعل النووي العراقي..
وظنت دولة الاحتلال أنها استعادت هيبتها التي سقطت إلى حد كبير في حرب 1973 لكن المقاومة الفلسطينية أفسدت تلك الفرحة فبدأت انتفاضة الحجارة سنة 87 التي أشعلها أطفال غزة الذين طوروا حجارتهم إلى أسلحة نوعية من صنع محلي على مر السنين وارغموا الاحتلال على الانسحاب من غزة سنة 2005 ليتفرغوا بعد ذلك للتحضير لزلزال طوفان الأقصى..
غير أن دولة الاحتلال وبمساعدة الولايات المتحدة وبمباركة عربية تمكنت من الحصول على تنازلات جوهرية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو سنة 1993 التي يحصل بموجبها الفلسطينيون على سيادة منقوصة على 22% من أرض فلسطين التاريخية مع تفريط بين  في ثوابت أساسية منها حق عودة اللاجئين.. وحتى هذه الاتفاقيات لم يحترمها الاحتلال.

 

مرحلة التقلص والجدر
وجاءت  انتفاضة الأقصى لتشعل الأرض تحت أقدام الغزاة ففقدوا الأمن تماما في جميع المدن المحتلة لتبدأ بعد ذلك مرحلة التقلص والجدر والأسوار رغم ما يمارسه الاحتلال من أعمال بطش وقتل واختطاف واغتيال.. 
واستمرت مرحلة التقلص والإنكفاء فانسحب الاحتلال مهزوما من جنوب لبنان سنة ٢٠٠٠ وانسحب من غزة أيضا مكرها سنة ٢٠٠٥ كما ذكرنا ..
وهزمت دولة الاحتلال بمقياس معين في عدوانها على لبنان سنة ٢٠٠٦ فانتهت بذلك مرحلة الحروب الخاطفة بعد أن استمرت تلك الحرب ٣٤ يوما. 
ومن أجل حماية المستوطنين لجأ الاحتلال إلى الجدر 
(لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ): 
جدار الضفة الغربية
يبلغ طول الجدار في الضفة الغربية المحتلة 770 كيلومترا،  أما ارتفاعه فيصل إلى ثمانية أمتار. 
جدار الحدود الأردنية
يبلغ طوله 34 كيلومترا على الحدود مع الأردن ويهدف لحماية مطار "رامون" الجديد بمنطقة "تمناع".
جدار الحدود المصرية
 يبلغ طوله حوالي 246 كم  وقد استغرق بناء السياج الممتد من رفح إلى إيلات ثلاث سنوات، بتكلفة تقدر بـ 1.6 مليار شيكل (450 مليون دولار).
 جدارا  الحدود اللبنانية
هو جدار بطول ١٣٠ كلم وهو عبارة عن كتل اسمنتية رمادية اللون بارتفاع تسعة أمتار ويشبه ذلك الجدار الذي بني لعزل الضفة الغربية. 
 جدار الحدود مع غزة
أعلنت دولة الاحتلال في ديسمبر ٢٠٢١ اكتمال بناء الحاجز الضخم الذي يمتد على طول قطاع غزة فوق الأرض وتحتها. واستغرق المشروع الذي كلف 3.5 مليار شيكل (1.1 مليار دولار) أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العمل .
ويبلغ طول الجدار ٦٥ كلم.
 ولإحكام إغلاق "الصندوق" أكملوا ببناء القبة الحديدية..  
فتحولت دولة الاحتلال إلى قلعة محصنة معزولة تماما عن المحيط المجاور كما كانت معزولة عنه ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا..
ومع اكتمال بناء الجدر ظن المحتلون أنهم أصبحوا في أمن وأنه بإمكانهم تجاوز القضية الفلسطينية فبدأوا مسيرة التطبيع مع المهرولين  برعاية أمريكية في ظل استجابة عربية ، بالترهيب أو الترغيب للإملاءات الأمريكية  لإخراج الاحتلال من عزلته، فجاءت الولايات المتحدة بمشروع صفقة القرن وأتبعته بالاتفاقيات الإبراهيمية لتحويل الكيان إلى جزء طبيعي من مكونات المنطقة العربية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.
 وفجأة بدأت معركة طوفان الأقصى لتزلزل الأرض وتوقف مسيرة التطبيع، ولو لحين، وتحدث ثورة في العالم بأسره ويصبح الحديث عن إمكانية زوال دولة الاحتلال واقعا وليس مجرد تنبؤات.

 

تنبؤات عن زوال دولة الاحتلال
رأي عبد الوهاب المسيري     
أكد المسيري أن «اسرائيل دولة وظيفية طفيلية»، هاجر إليها من يراهم «مجرد مرتزقة وكائنات طفيلية شرهة تبحث عن الحراك الاقتصادي»، مرجحاً أن اسرائيل لن تنهار من الداخل، استنادا الى أن مقومات استمرارها من الخارج  إذ يضمن هذا الاستمرار عنصران هما «الدعم الاميركي والغياب العربي»، ويرى أن يقين الجيل الجديد اهتز كثيرا وانخفضت رغبته في الالتحاق بالخدمة العسكرية، إذ أدرك أن الدولة العبرية ليست في حالة دفاع عن النفس «وانما هي دولة عدوانية»، وأن الحروب المتصلة لم تؤد الى السلام أو النصر، بدليل «حرب لبنان وهزيمة اسرائيل على يد حزب الله»، في اشارة إلى العدوان الاسرائيلي على لبنان في يوليو 2006 واستمرت 34 يوما.

 

راي الشيخ احمد ياسين
جاء في جواب الشيخ احمد ياسين على سؤال في برنامج شاهد على العصر سنة ٢٠٠٠ عن مستقبل دولة الاحتلال:
 إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، فكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار.
حتى لو يملك القوة التي تؤهله للبقاء؟
القوة لاتدوم لأحد في العالم، الطفل يبدأ طفلا ثم مراهقا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا .. وكذلك الدول تبدأ وتنتهي للاندثار .
 في أي مرحلة إسرائيل الآن؟ 
 إسرائيل بائدة إن شاء الله في القرن القادم في الربع الأول منه، (القرن الحالي) وبالتحديد في 2027 بتكون إسرائيل مش موجودة.
لماذا هذا التاريخ؟
لأنني أومن بالقرآن الكريم، القرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل 40 سنة، في الأربعين الأولى كانت عندنا نكبة، في الأربعين الثانية بدأت عندنا انتفاضة ومواجهة وتحد وقتال وقنابل، وفي الأربعين الثالثة تكون النهاية إن شاء الله تعالى.
يعني هذا تقييم من...؟
هذا استشفاف قرآني.

 

الإسرائليون يتوقعون زوال دولتهم

في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكر يهودا باراك أنه  "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".
وأضاف  أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقاتها.
وهذا الطرح أيضا تبناه الكاتب الصحفي آري شافيت، الذي استعرض -في كتابه "البيت الثالث" بالإشارة إلى "دولة إسرائيل"- كيف أصبح الإسرائيليون "العدو الأكبر لأنفسهم في العقد الثامن من استقلال الدولة العبرية"، قائلا "يمكن مواجهة التحديات الأمنية، لكن تفكك الهوية لا يمكن التغلب عليه".
المؤرخ توم سيغيف 
يقول المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: لم يتغيّر الشيء الكثير في وضعية الدولة الإسرائيلية منذ وعد بلفور، إذ لا تزال في الشرنقة. قاتلت جيرانها في العام 1967 على عدة جبهات حول المسألة نفسها: تطهير فلسطين من العرب. هي الآن، 2024، تقاتل على سبع جبهات، وَفقًا لقادة جيشها، حول نفس النار. ترفض إسرائيل أن تعيش كدولة طبيعية، حتى وهي تتنفس في محيط معادٍ يمتد من أذربيجان إلى موريتانيا. تحت مظلة من سفن الغرب وصواريخه تبحث إسرائيل عن استقرار طويل المدى. يغيّر التاريخ موازين القوى، فقد أطاح بالإمبراطورية التي حرست فلسطين خمسة قرون من الزمن، ثم تركتها على قارعة الطريق.

 

بورغ أفرهام رئيس الكنيست السابق: 

يرى بورغ أن إسرائيل بنبذها للديمقراطية وتمسكها بعقلية "الغيتو" وإهدارها للقيم الإنسانية، إنما تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية. وكتب بورغ في عام 2003 في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية مقالا لصحيفة غارديان البريطانية بعنوان "نهاية الصهيونية" تحدث فيه عن العواقب الخطيرة للسلوك الإسرائيلي.
وأضاف بورغ "أن إسرائيل التي إذا لم تعد تعبأ بأبناء الفلسطينيين فلا ينبغي أن تتفاجأ حين يأتي الفلسطينيون إليها مشحونين بالحقد ويفجرون أنفسهم في مراكز اللهو الإسرائيلية"، 
ويرى بورغ أن إسرائيل وصلت إلى نهاية طريق مغلق،
وفي عام 2007، أثار بورغ عاصفة أخرى حين نشر كتابه "هزيمة هتلر" الذي يشبه فيه حال إسرائيل بحال ألمانيا النازية قبيل هزيمتها. 
ولا يزال بورغ ينشر هذه الفكرة التي يلخصها بالقول إن "إسرائيل غيتو صهيوني يحمل أسباب زواله في ذاته"، ويوضح في أحد الحوارات الصحفية أن "الناس يرفضون الاعتراف بذلك، لكن إسرائيل اصطدمت بجدار. اسأل أصدقاءك إن كانوا على يقين من أن أبناءهم سيعيشون هنا، كم منهم سيقول نعم؟ 50% على أقصى تقدير. 
ويفخر بورغ بأنه يحمل جواز سفر فرنسي اكتسبه لزواجه من امرأة فرنسية المولد، وحين سئل إن كان يوصي الإسرائيليين بالحصول على جواز ثان، قال إن كل من يستطيع عليه أن يفعل ذلك.
وقبلهم بن غوريون
ظل ديفيد بن غوريون ،أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال  يكرر أنه لا يمكن وجود سلام في فلسطين، وأعلن أنه "لا يوجد حل لهذا المشكل. هناك هوة بيننا، ولا شيء يمكن أن يملأ تلك الهوة"، وخلص إلى أن الممكن هو إدارة الصراع بدلا من حله.
ويفهم من كلام بن غوريون أنه لا حل للصراع إلا بالقوة، فلا مجال للحلول الوسط فما دامت دولة الاحتلال قوية فستستمر سيطرتها وإذا تغيرت موازين القوى فستنهار وهذا يتفق مع ما يردده اليوم نتنياهو واليمين المتطرف من معارضتهم لقيام دولة فلسطينية فكأنهم يقولون إن فلسطين غير قابلة للقسمة..  

 

دولة ام عصابة قتل وإجرام 

يفترض في الدول عادة أن تتعامل وفق القوانين والأعراف الدولية وأن تحترم سيادة الدول الأخرى  في الحرب أحرى في السلم  لكن دولة الاحتلال التي تأسست بموجب قرار صادر من الأمم المتحدة لا تعترف بالقرارات الدولية ولا تحترم سيادة الدول فتهاجم وتستبيح أجواء وبحار وأراضي الدول لتحتل وتقتل وتغتال وتختطف، وإن كانت بعض الأعمال العدائية قد تكون مفهومة في زمن الحروب فالأمر ليس كذلك في زمن السلم ، لكن دولة الاحتلال لا تتصرف تصرف الدول وإنما تصرف اللصوص والعصابات.. ومن أمثلة ذلك اغتيالها للعلماء العراقيين إبان الاحتلال الأمريكي، مع أن هؤلاء العلماء ليسوا قادة مقاومة تواجه الصهاينة وليسوا جنودا في ساحة المعركة ضدهم ، والعراق انهار ودمر ولم يعد يهدد اي احد لكن الصهاينة بيتوا النية لاغتيال العلماء العراقيين بغطاء من الاحتلال الأمريكي.
فقد جاء في كتاب الفريق صلاح عبود : "الغزو الأمريكي للعراق ٢٠٠٣" أن جنرالا فرنسيا صرح يوم ١٩ أبريل ٢٠٠٣ أن في العراق ١٥٠ جنديا إسرائيليا جاءو لاغتيال ٥٠٠ عالم عراقي.
وذكر بشار الأسد في مقابلة مع قناة الميادين أن كولن باول، وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق، زار  سوريا  وطلب منهم رفض استقبال الكفاءات والأساتذة والعلماء العراقيين وقال إنه لا يريد أن تتحول سوريا إلى قاعدة لمن أسماهم مجرمي الحرب في العراق.. 
وبهذه الطريقة حاصرت الولايات المتحدة العلماء العراقيين داخل العراق ليتمكن الموساد من اغتيالهم.
أما موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي السابق، فقد اعترف في مقابلة مع حميد عبد الله بوجود الموساد في العراق، ولما سأله حميد لماذا كان ينفي وجود الإسرائيليين في مقابلاته الإعلامية رد بأن ذلك بسبب شرف الوظيفة فرد عليه حميد: أيهما اهم شرف الوظيفة ام شرف الوطن؟

 

زلزال طوفان الأقصى

 
في خضم هرولة المطبعين والسعي الأمريكي الصهيوني لطي  ملف القضية الفلسطينية تمهيدا لإدماج دولة الاحتلال في المنطقة بصفتها دولة طبيعية وبصفتها دولة قوية عسكريا ومتقدمة تكنولوجيا ليس فقط تحمي المطبعين بل تقودهم وتسهم في "ازدهارهم العلمي والاقتصادي".. 
في ظل هذه الأجواء جاء طوفان الأقصى ليقلب الطاولة على الجميع ويهزم في ٦٠ دقيقة أقوى جيش في المنطقة..
هزم طوفان الأقصى دولة الاحتلال هزيمة عسكرية وأمنية واستخباراتية وسياسية بتدميره فرقة غزة وإسقاط هيبة الجيش الذي لا يقهر وشل الدولة التي يخشاها الجميع..
وأفضل تعبير عن تلك الهزيمة متعددة الأوجه هو ما ذكره قادة الاحتلال من أنهم يخوضون حربا وجودية  أو ما سموه أيضا حرب "الاستقلال" الثانية.
ونسجل هنا بعض أبرز نتائج الطوفان:

داخليا
- نقل طوفان الأقصى لأول مرة المعركة إلى داخل فلسطين المحتلة بعد أن اعتادت دولة الاحتلال على شن الحروب خارج حدود فلسطين.
- أنهى طوفان الأقصى منهج دولة الاحتلال في الحروب الخاطفة فالمعركة بين الاحتلال والمقاومة مستمرة لحوالي سبعة أشهر.. 
- أظهر طوفان الأقصى هشاشة وضعف دولة الاحتلال واتضح أنه لا يمكنها خوض حرب حقيقية من غير الدعم الغربي.
حول طوفان الأقصى لأول مرة في التاريخ المستوطنين إلى لاجئين بعد أن نزح مئات الآلاف منهم من غلاف غزة ومن الجنوب ومن الشمال من جهة الحدود اللبنانية.
- كلف العدوان حتى الآن ما يقارب ٦٠ مليار دولار.
- خلفت الحرب مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعاقين بدنيا ونفسيا من الضباط والجنود، حسب المعلومات المعلنة في دولة الاحتلال 
- هاجر حوالي نصف مليون شخص إلى الخارج، ولا يشمل ذلك آلاف العمال الأجانب واللاجئين والدبلوماسيين الذين غادروا دولة الاحتلال".

 

خارجيا

- فتح طوفان الأقصى جبهات جديدة على دولة الاحتلال لم تتعودها مثل الحصار الاقتصادي عبر باب المندب والضربات الجوية من إيران
- أوقف الطوفان مسيرة التطبيع.
- حول العدوان على غزة دولة الاحتلال إلى دولة منبوذة حتى من قبل شعوب الدول التي تدعمها وترعاها.. 
- تراجعت الهجرة إلى فلسطين المحتلة منذ السابع من أكتوبر الى ٢٦٦٢ شخصا، معظمهم من روسيا، مقابل ١٦٤٠٠ شخص خلال الفترة نفسها من عام ٢٠٢٢
- الثورة الطلابية العاصفة في الولايات المتحدة وفي أوروبا.
- قرار محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال بشأن الإبادة الجماعية في غزة بناء على الدعوى التى رفعتها جنوب إفريقيا 
- المذكرات المتوقع أن تصدرها محكمة الجنايات الدولية ضد قادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين.

هزمت دولة الاحتلال كما ذكرنا يوم السابع من أكتوبر لكنها هزمت أيضا عندما عجزت، بعد مضي حوالي ٧ أشهر على بداية الحرب، عن تحقيق أهدافها المعلنة رغم الدعم السخي عسكريا وماليا وسياسيا وإعلاميا الذي قدمه التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة.
يقول أمنون إبراموفيتش، المحلل السياسي البارز في الإعلام العبري :
 "عصر انتصارات إسرائيل انتهى،( وحماس أرادت أن تعلمنا بأن هناك عربيًا آخر غير الذي رأيناه في كامب ديفيد أو أوسلو".
ويقول حاييم رامون وزير العدل السابق:
 "الحرب انتهت بهزيمة إستراتيجية لنا، ونحن الآن في ورطة".
ولمعرفة حجم نجاح المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر هذه بعض المعلومات عن الجدار الضخم الذي تمكنت القسام من اختراقه رغم كل التحصينات.
قصة "الجدار الحديدي" بين غزة كما نشرها موقع  س ن ن CNN:
لا يزال الجدار الحديدي الفاصل بين إسرائيل وغزة حديث الساعة منذ تمكن مسلحون فلسطينيون من اختراقه وعبور الحدود نحو إسرائيل، في مشهد فاجأ الجميع، بالنظر إلى التكنولوجيا المتقدمة التي زُود بها الجدار لمنع عمليات التسلل.
شارك في المشروع حوالي 1200 عامل، وتم استخدام حوالي 140 ألف طن من الحديد والصلب،  وتمت إزالة ما يصل إلى 330 ألف حمولة شاحنة من الرمال والصخور ومليوني متر مكعب من الخرسانة والحديد، 
ويتكون هذا الحاجز من عدة مكونات: جدار خرساني مقوى تحت الأرض مرصع بأجهزة استشعار للكشف عن الأنفاق، وسياج فولاذي بارتفاع ستة أمتار، وشبكة من الرادارات وأجهزة استشعار المراقبة الأخرى، وأسلحة يتم التحكم فيها عن بعد. 
وتقول واشنطن بوست إنه في الجانب الإسرائيلي، أقيمت أبراج مراقبة وكثبان رملية لرصد التهديدات وإبطاء المتسللين.
ويمتد الجدار إلى البحر من أجل ضمان عدم قيام الفصائل المسلحة في القطاع بحفر أنفاق تحت الماء، كما حاولت في الماضي، وفق تايمز أوف إسرائيل.
وقالت وزارة الدفاع حينها إن "السياج الذكي" يضم مئات الكاميرات والرادارات وأجهزة الاستشعار.
وبعد الانتهاء من تشييده، قال وزير الدفاع حينذاك، بيني غانتس، إنه يضع "جدارا حديديا" بين حماس وسكان جنوب إسرائيل.
وقال غانتس: إن "هذا الحاجز، وهو مشروع تكنولوجي من الدرجة الأولى، يحرم حماس من القدرات التي حاولت تطويرها ويضع جدارا حديديا وأجهزة الاستشعار والخرسانة بينها وبين سكان الجنوب".

 

هل تتجه دولة الاحتلال إلى زوال

تنبأ المحللون والدارسون في وقت مبكر، كما ذكرنا، بزوال دولة الاحتلال ومنهم بعض زعمائها وساستها وإعلامييها فضلا عن الحاخامات .
وكما بينا فدولة الاحتلال تحمل بذور زوالها منذ نشأتها لأنها قامت على الظلم والقتل والتدمير والسيطرة بالقوة والحديد والنار على شعب أصيل في أرضه..
ولأنها تعرف أنها دولة غير شرعية فهي تتصرف تصرف العصابات التي تجمع أكبر كمية من أدوات التدمير فهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مئات الرؤوس النووية الكفيلة بتدمير كل المنطقة العربية.. فهي لم تلجأ لهذه الأسلحة الفتاكة إلا لأنها تعرف انها نبتة غريبة وتنتظر لحظة انهيارها لتلجأ إلى التدمير الشامل على منهج علي وعلى أعدائي..
هي دولة غريبة لا يجمعها مع هذا المحيط لا روابط ثقافية ولا دينية ولا أخلاقية وإن حصلت بعض الروابط السياسية فهي عرضية لاعتبارات تتعلق بالتجاوب مع الإملاءات الأمريكية ..
هي الدولة الوحيدة في العالم تقريبا التي يتحدث أهلها عن زوالها منذ تأسيسها لأنها بنيت على باطل وعلى الإثم والعدوان.
هذه الدولة تتجه إلى زوال بحكم المؤشرات الكثيرة قديما وحديثا وإن كانت المسألة في مرحلة معينة مجرد تنبؤات فقد أثبت طوفان الأقصى أنه يمكن هزيمة جيش الاحتلال وقد اعترف الصهاينة أنفسهم بالهزيمة.. 
وهزيمتهم هم والغرب من ورائهم على هذا النحو على يد ثلة من الشباب المحاصر منذ سنوات طويلة توضح بما لا يدع مجالا للشك أن العد التنازلي لزوال دولة الاحتلال قد بدأ.
لنتصور مثلا أن القطاع غير محاصر من الجهة المصرية وأن الأسلحة ومواد التموين تتدفق بانسياب على غزة فكيف سيكون الحال؟ فما بالك إذا كان الجيش المصري يشارك في المعركة وكيف إذا كانت تدعمه جيوش عربية أخرى؟
عندها لن يكون أمام دولة الاحتلال سوى السلاح النووي فإذا استخدمته لتنهي ممن يقابلها فإنها بذلك تنهي نفسها أيضا..

العوامل الموضوعية لزوال دولة الاحتلال كثيرة، كما ذكرنا وباعترافات الإسرائليين أنفسهم، فمنها الداخلي ومنها الخارجي ومن أوضحها اليوم حرب الإبادة المتوحشة التي يشنها جيش الاحتلال على أهل  غزة ، ولعل الصهاينة لم يدكوا أن حرب الإبادة هذه إنما تخلق جيلا مقاوما سيكون  أشد بأسا عليهم.
ولعلهم لم يلتقطوا رسالة ذلك الطفل الغزي الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر وهو يقول بحرقة وألم والدموع تنهمر من عينيه إنه سيدوس بقدمه، عندما يكبر، على ذلك الجندي الذي مرغ رأسه في الأرض وداس عليه..

جمعة, 03/05/2024 - 19:55