في اليوم العالمي لحرية الصحافة

بالكم، ؤبالنا جميعا، للغة إلذاك، خاصة أن أغلب المتسمين بالصحافة أحادي اللغة أصلا. ؤبالكم للفن الصحفي فهو كغيره من الفنون له قواعد وأسس وضوابط، وأكبر خطيئة في ذلك الشأن الخلطُ بين الكتابة الحرة Freewriting والكتابة الصحفية المتعهِّدة لغة ومنهجا (بعض ما بكتب لا تميز فيه الخبر من التحليل، وأفكاره كأنها تدوين على عجل لمداخلة عصف ذهني ذاتي تخللته فواصل تشتت ذهني).
إلى ذلك، من اطلاعه محدود في التاريخ والقانون والاقتصاد والاجتماع والسياسة والفنون، وثقافته العامة لا تتجاوز المستويات الأساسية، ليس صحفيا. بطاقة المهنة وثيقة انتساب إجرائية وليست إفادة أهلية، خاصة في بلدنا.
لا تغرنكم فوضى اختزال المراحل هنا، حتى صار لكل فرد بعد أول حبوة لقلمه على أديم السطر، أن يكون صاحب موقع او منصة، أو رئيس تحرير أحيانا، فيصل قمة الهرم في مصعد. حصل هنا خلط فظيع بين الملكية المالية والريادة الفنية.

لم تفسد الصحافة في هذا المصر بما شاب منتسيبها من تنفع ولقم بالقلم فحسب كما يحسب اغلب الناس، بل بتحولها مهنيا إلى وجهة من لا وجهة لديه في بلد سوق العمل به ضيقة ومشوهة، ففسدت بذلك سمعة تجربة كانت قد تراكمت وأسس لها وبذل فيها جيلان من الصحافة كانوا جميعا مزدوجي اللغة (واللغة ثقافة ومنفذ لحضارة) وعلى اطلاع واسع، وكانوا قراءً قبل أن يصيروا كتابا واستمروا في الاطلاع خلال تشكُّل مساراتهم.
اليوم، صار "الصحفي" يكتب كثييييرا ويقرأ قليلا! أنتجت التقانة والانترنت وَهْم الخبرة حتى صار بعض الأجيال يصنف من أتوا بعده جيل المبتدئين، والواقع أن الجميع في ذلك سواء :) فقد اداركوا في عنق الارتجال وحسب بعضهم العمر ترقية تلقائية وارتقاء مكتسبا.

مع ذلك، ثمة أسماء شابة عموما، خطت حبرها ببذل وجهد وموهبة وشغف وتعليم مستمر، تجنبت فتنة التنفع وامتهان الذات لنفخها بمشروب الطاقة التملقي، وكذلك بعض أنوية المؤسسات الساعية لأخذ مسافة تميز خارج نيمرو الوحل الذي تكدست فيه عناوين مؤسسية فارغة وبقيت فيه "قنوات انتظار" على نحو أحياء الانتظار عمرانا.

 (…)

 

عبد الله ولد محمد

جمعة, 03/05/2024 - 10:05