ملخص تطورات الساحل الأفريقي في نصف عام

تتلاحق التطورات في دول الساحل الأفريقي في هدوء وصمت بسبب الأحداث العالمية، متوارية خلف العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام العالمية التي صبت جل اهتمامها على حرب غزة وتبعاتها منذ السابع من أكتوبر 2023.
 

- الإرهاب:

 

فيما يتعلق بملف الإرهاب، عزز تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين (القاعدة في الساحل) نفوذه في المناطق الشمالية في مالي، بعد توقف المعارك بين الجبهات الأزوادية المسلحة من جهة، ومليشيات فاغنر الروسية والجيش المالي من جهة أخرى، بعد احتلال فاغنر لمعقل الأزواديين "كيدال" نوفمبر الماضي، واستفاد التنظيم من انضمام عناصر وقيادات جديدة له، ممن فضلوا مواصلة الحرب ضد فاغنر والجيش المالي بعد انسحاب الأزواديين من القتال.

 

- السكان:

 

مئات الآلاف من السكان استمروا في النزوح نحو الحدود الموريتانية هربا من عمليات القتل الممنهجة التي تمارسها مليشيات فاغنر الروسية وعناصر من الجيش المالي في المناطق الشمالية لمالي، والتي امتدت وتوغلت نحو الحدود الموريتانية، لتطال السكان المحليين، ما أدى إلى أزمة صامتة بين البلدين هدأت بعد استدعاء موريتانيا للسفير المالي لديها، وبعد زيارة لمسؤولين من باماكو إلى نواكشوط.

 

- تركيا:

 

استمرت أنقرة في توسعها في منطقة الساحل منذ انقلاب النيجر وتراجع النفوذ الفرنسي، محاولة تقديم نفسها شريكا جديدا في المنطقة عبر عقود التسليح والتعاون الاقتصادي، ولعبت طائرات بيرقدار بدون طيارا التركية مؤخرا دورا كبيرا لصالح دول المنطقة، ومنحتها تفوقا عسكريا لافتا أمام الثوار والإرهابيين، ما عزز اعتماد هذه الدول (مالي وبوركينافاسو والنيجر) على تركيا بشكل أكبر.

 

- روسيا:

 

رسخت روسيا قدمها في المنطقة بشكل غير مسبوق منذ انسحاب فرنسا من مالي عام 2022، ثم النيجر العام الفائت، وحلت مليشيات فاغنر الروسية مكان القوات الفرنسية، مقدمة الحماية الكاملة للأنظمة العسكرية الحاكمة، والتدريب، وقيادة وتنفيذ العمليات القتالية ضد الثوار في أزواد، وضد الجماعات الإرهابية الأخرى في الساحل، بالخصوص في مالي وبوركينافاسو، وأيضا النيجر التي بدأت في نسج علاقات استراتيجية مع روسيا، ومع تركيا لتعويض خسائرها الناجمة عن فك الارتباط مع باريس وواشنطن.

 

- الولايات المتحدة:

 

بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها تعيش أسوأ كوابيسها في الساحل بعد إعلان النيجر رغبتها في إنهاء الوجود الأميركي على أراضيها، وإغلاق القواعد العسكرية الأميركية التي تعد من بين الأكبر في أفريقيا، وتسربت أنباء عن محادثات تجريها واشنطن مع موريتانيا لبناء قواعد عسكرية استخباراتية لمراقبة الجماعات الإرهابية في الساحل، بعد إغلاق قواعدها في النيجر

عمر الأنصاري 

 

سبت, 27/04/2024 - 09:37