فى هذه اللحظات ،صباح السبت، اليوم الثانى من عيد الأضحى المبارك، ١١ ذى الحجة ١٤٤١هجرية ،الموافق 1/8/2020 ، أتواجد فى قرية "الرش" الجميلة ،عند أصهارنا "زنبتى" الكرام،و لعل "زنبتى" ،بحاجة لمقال منفرد بعنوان :"زنبتى" فى دائرة النسيان".
لأن "زنبتى" يمثلون أقدم سكان منطقة شمامه،و خصوصا قطاع روصو و ضواحيها،و إن مثلوا قديما الجناح العسكري، الأكثر صلابة و شجاعة و فدائية فى إمارة اترارزه،إلا أنهم حديثا، رغم التمتع بعشرات الأطر الأكفاء،العسكريين و المدنيين،لم يحظوا بالحد الأدنى من التكليف و المحاصصة الجهوية و الوطنية،و فى المقابل يعتبر البعض، على مستوى روصو حاليا، قصب السبق فى الجانب الديمغرافي،للثلاثي، الخالفة الكحلة، و خصوصا زنبتى و أولاد بنيوك، و يأتى من بعدهم وولوف،الذين أخذوا نصيب الأسد من الوظائف الحزبية و الانتخابية و الإدارية، بالمقارنة مع "زنبتى"، المغبونين بامتياز،الذين لا يحظون فى الولاية، إلا بتمثيل انتخابي واحد، فى معقلهم الأصلي، ببلدية الخط بالمدرذره ،الذى كسب عمادة بلديتها ،سليل الأسرة التقليدية المركزية،"أهل حيمده" ،المهدنس العمدة، محمد فال ولد محمد باب ولد حيمده،رئيس مصلحة البحوث الجيولوجية، بوزارة النفط و المعادن و الطاقة.
و مجرد خلف، لأحد نواب روصو بالبرلمان ،إبراهيم ولد مخطار ولد لحبيب.
تمثيل لا يناسب الخلفية التاريخية و الديمغرافية، لهذه المجموعة العريقة،التى حرصت دوما على موالاة الأنظمة الموريتانية المتعاقبة،تشبثا بعروة الاستقرار و تماسك الحوزة الترابية و اللحمة الوطنية،لكن "زنبتى"، رغم هذا الأسلوب المتزن و الثقل القديم و الحديث و المتجدد ،ظلوا ضحية التهميش و الغبن و الإقصاء المزمن المتواصل !.
لقد استطاع صاحب الفخامة السيد الرئيس،محمد ولد الشيخ الغزوانى بعث الأمل بعد عشرية عزيز المهلكة،التى كادت أن تحطم البلد كليا، بعد أساءت لهوية موريتانيا الإسلامية،من خلال حرق الكتب المنسق، و العفو المريب عن ولد امخيطير، المسيئ لنفسه، و بعد التلاعب بالقيم و ترسيخ الميوعة و تقديس الشخص المهيمن، من خلال الدعوة له بمأمورية ثالثة، و بعد أن بالغ الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز ،عافاه الله،فى استغلال دفة الحكم و التلاعب الرهيب ببيضة موريتانيا،معنويا و ماديا،على أبشع وجه منكر دميم مقزز !.
ثم جاء الصموت الغامض، الهادئ كالبحر ،العميق و الغامض فعلا فى كثير من مخططاته، الوطنية الراشدة الإيجابية.
فعلا استطاع فى مطلع سنته الأولى من حكمه بعث الأمل،لكن حكومة ولد بده ،رغم إنجازاتها النسبية،لم تتمكن من التناغم الأمثل مع آمال و طموحات الموريتانيين المشروعة،فربما كانت آثار سياسات ولد عبد العزيز ،عافاه الله،سببا قويا لإجهاض مخططات ولد الشيخ سيديا للمعالجة و الإصلاح و التنمية،ثم جاءت كورونا معرقلا و مانعا من التقدم و الخروج الفعلي الواسع من دائرة المعاناة و الألم.
و عموما رغم ما بذل من جهود متنوعة ايجابية ناجعة نسبيا،ظلت الأوضاع المختلفة البائسة تترنح مكانها تقريبا،دون مستجدات ذات بال،يستحق الإشادة المبررة المفحمة.
و اليوم السبت ، ١/٨/٢٠٢٠ ،١١ ذى الحجة، ١٤٤١ هجرية،فى جو من احتفال بعض الحزبيين بمرور سنة على تنصيب الرئيس الحالي،نقف على أعتاب مستهل سنة جديدة مثيرة ،و ربما مشحونة بالمحاكمات و التجاذبات،التى تستحق الصرامة و الحكمة و الحذر
اجتمعوا من أجل الإشادة بسنة من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى،و على نهج كل المجموعات الحزبية الموالية للحاكم المتغلب،حزب الشعب ،هياكل تهذيب الجماهير،الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي،حزب عادل و لا عدالة طبعا،حزب ولد عبد العزيز و ولد غزوانى لاحقا،أي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
أجل اجتمع الاتحاديون مساء السبت ،1/8/2020،بمعية حكومتهم ، المتهم بعض أبرز عناصرها من أجل الشهادة بأن سنة من حكم الرئيس الحالي كانت مفعمة بالمنجزات النوعية التاريخية فى كل مجال،أما بالنسبة لي شخصيا، فقد خطب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى،عندما حل كورونا و حرص و بحملة سريعة على تحصيل مقدرات مالية معتبرة،و رسمت خطة متكاملة أبلى فيها معالى الوزير نذيرو ولد حامد بلاءً حسنا،لكن مالية كورونا كان نصيب الأسد منها لبعض الجنرالات و مافيا المالية و الصفقات،رغم أن ولد الذبهبي ،وزير المالية قطعا فوق كل الشبهات،لكنه ليس وحيدا فى ميدان تسيير المالية عموما و لا مالية كورونا خصوصا،و أما مركز العملية،أعنى عملية مواجهة كورونا،فكان المواطن الموريتاني الضعيف،حيث كان يفترض أنه الأولى بالدعم و العناية القصوى من مخصصات كورونا،لكن القوي حظي بالمال و الاعتبار ،بحجة تطبيق الحظر و مختلف الاجراءات الاحترازية،و غمط الضعيف حقه،و تفشت إبان أجواء كورونا الحادة الرشوة فى أوساط بعض محطات الدرك ،ضمن تنسيق مع بعض الناقلين الوحشيين الانتهازيين،فتزايدت حالات التسلل و تصاعد كورونا،و لولا الدعاء و الصدقات و الإعلام و جدية الطاقم الصحي، بقيادة الطبيب الموفق،نذير ولد حامد،لكانت الكارتة،فالحمد لله كثيرا على السلامة.
غير أن إحالة محصلة لجنة التحقيق البرلمانية بهذه السرعة للقضاء،بعثت الأمل مجددا، فى التوق لرسالة ردع و محاسبة، لا تتجاهل أهمية التعقل و صون الاستقرار،مهما كان حجم تجاوزات المتهمين المحالين.
و سيبقى الأمل و قد يتعزز فى توجهات صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى،لكن بشرط مزيد من إشراك الكفاءات النزيهة و تكريس الإنصاف و الشراكة الواسعة فى بيضة الوطن و خيراته المخطتفة، من قبل أقلية مافيوية محدودة،على حساب السواد الأعظم من مواطنى هذا المنكب البرزخي العبثي،و محل التلاعب و الاستغلال البشع من قبل البعض ،و كلما انقضت سنة خدعوا أنفسهم و رجحوا شهادة الزور على كلمة الحق، الناجعة النافعة للرئيس و المرءوس،على السواء.
فمتى نفضل النصح المتوازن على التصفيق الهابط،المخل المضر بعمق و شناعة؟!.
و لعلنا كلنا أمل، فى ابتعاد الرئيس الحالي،محمد ولد الشيخ الغزوانى و نظامه، عن نهج التصفيق الغابر المكشوف المتجاوز،بإذن الله.