الحملة الانتخابية في تشاد: شعارات ووعود !!

تسير الحملة الانتخابية بين المرشحين العشرة الذين قبلتهم اللجنة الانتخابية العليا، بشكل سلس حيث رفع معظم المرشحين شعارات التنمية وتوفير الامن والاستقرار والتعليم والصحة ومن بين ابرز المرشحين للفوز بالانتخابات المقرر اقامتها في شهر مايو القادم سنتحدث عن الاكثر حظوظاً:

 

١- محمد ادريس ديبي إتنو، وهو مشرح تحالف " تشاد موحدة" والمكون من اكثر من ٢٠٠ حزب بقيادة الحزب الحاكم " الحركة الوطنية من أجل الانقاذ". ركزت حملة محمد ديبي على الجوانب التنموية في البلاد ووعدت بتوفير المياه والكهرباء والصحة والتعليم والامن والاستقرار السياسي واستندت في حملتها على احقيتها بالفوزعلى قيادة محمد ديبي للفترة الانتقالية بنجاح بالرغم من التحديات الجسيمة التي مرت بها البلاد إبان المرحلة الانتقالية.

 

كما رفع محمد ديبي في بعض المناطق في الشمال مثل موسورو في بحر الغزال وماو في كانم، شعارات اواصر الرحم والقرابة من اجل استعطاف مشاعر اخواله من القرعان للتصويت له!! ورفع شعارات توفير المياه والكهرباء في دار واداي في ابيشا شرق البلاد. كما اعتمد على نفس الشعارات في معظم المناطق التي زارها في وسط البلاد في محافظة قيرا والبطحاء وغيرها كما تخللت حملة المرشح محمد ديبي شعارات استفزازية للاطراف الاخرى من المرشحين ووسم بعضهم " المرشح سيسكا مصرا " بانهم تركوا انصارهم وهربوا خارج البلاد بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع إبان المظاهرات لاتي قام بها حزب المحولون في اكتوبر عام ٢٠٢٢ ! في حين ان محمد ديبي وقف سداً منيعاً ضد الارهاب وقاتلهم في مالي والنيجر وتشاد وفي الصفوف الاولى ، حسب زعمهم !!

٢- أما ثاني المرشحين بالفوز بالانتخابات هو رئيس الوزراء الحالي الدكتور سيكسا مصرا " مرشح حزب المحولون " حيث انه رفع شعارات تحقيق العدالة والتنمية والاستقرار السياسي و توفير التعليم والصحة وتقاسم السلطة والثروات بشكل عادل وانتقد مرشح الحزب الحاكم ووصف فترة حكم آل ديبي بانها كانت فترة فساد وظلم واستبداد ولم يقدموا شئ الى الشعب التشاد وتسآل كيف يعقل ان يصوت الشعب التشادي لمن لم يقدم لهم المياه خلال ٣٤ سنة من الحكم لانه يريد قتلهم فهل سيصوت ابناء تشاد لمن يريد قتلهم ويمنحوه فرصة مرة اخرى!!

من خلال الشعارات التي رفعها اكثر المرشحين حظاً بالفوز بالانتخابات القادمة من الواضح ان كلا المرشحين ركزا على احتياجات الشعب الاساسية مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم وتوفير الامن والاستقرار، ويبدوا ن كل مرشح يعرف نقاط ضعف الاخر ويحاول استخدامها لاستمالة الناخبين اليه.

 

مناطق النفوذ:

 

وحين ننظر الى خارطة مناطق نفوذ المرشحين محمد ديبي وسيكسا مصرا. نجد ان محمد ديبي لديه شعبية واسعة في مناطق شمال تشاد ووسط تشاد والشرق والغرب وذلك للغالبية المسلمة في هذه المناطق وحيث مناطق قبيلته “ الزغاوة “ واخواله القرعان وكذلك هذه المناطق هي مناطق نفوذ تقليدية للحزب الحاكم " الحركة الوطنية من اجل الانقاذ "على مدى ٣٠ عاماً ومن الطبيعي ان تعطى صوتها لمرشح الحزب الحاكم.

 

كما أن هذه المناطق دائماً في التصويت على الانتخابات تتبع سياسة سلاطين وامراء وشيوخ القبائل وجل ان لم يكن كل المسؤولين التقليدين يدعمون مرشح تحالف تشاد موحدة، محمد ديبي. وكذلك لدى الحزب الحاكم مناطق نفوذ في جنوب وجنوب غرب البلاد بالرغم ان الغالبية " الصغرى " في الجنوب تدعم مرشح حزب المحولون سيكسا مصرا بسبب مسقط راس سيكسا مصرا والغالبية المسيحية في الجنوب ولكن بسبب الانقسام داخل ابناء الجنوب حيث هناك اكثر من ٨ مرشحين في الانتخابات من ابناء الجنوب بينهم رئيس الوزراء الاسبق باهيمي البرت والذي صرح بان مرشح حزب المحولون شخص غير صالح لرئاسة تشاد بسبب ما صدر منه من مواقف لتقسيم البلاد والدعوة الى الانفصال عبر كتابه الذي نشره قبل سنوات!

 

لكن ما قد يعول عليه سيكسا مصرا هم فئة الشباب حيث انه يحظى بقبول كبير من الشباب في كل تشاد وليس الجنوب وحسب، وذلك بسبب شعبوية خطاباته النارية وشخصيته القوية ومؤهلاته العلمية العالية مقارنة بمحمد ديبي واجادته لعدة لغات وكذلك لدعم بعض المنظمات الدولية له.

 

 جبرين عيسى

ثلاثاء, 23/04/2024 - 09:37