
عندما سمعتُ قبل أشهر خبر ترشّح الاستاذ الكبير و المحامي المقتدر ابراهيم ول ابتي لرئاسة الهيأة الوطنية للمحامين تذكّرتُ تعبيرا مبتذلا بين الناس ولكنه هنا يجِد مساغا وموقعا: إنه الرجل المناسب في المكان المناسب..
نعم..إن الأستاذ المحامي المحترم ابراهيم ابتي وقد شاب رأسه في خدمة القضايا العادلة ومواجهة استبداد السلطات المتعاقبة والإنحياز للمظلوم وللقضايا العادلة : هو حقا الرجل المناسب لقيادة سفينة المحامين التي غرِقت -أو كادت_ في لُجج الخصومات الشخصية وشطط المحسوبيات السياسية والجهوية والارتماء في أحضان السلطة التنفيذية المُتغوّلة أو التّوتّر المجّاني معها ومع القَضاء والقُضاة..
إن قطاع المحاماة في بلادنا اليوم يحتاج وأكثر من أي وقت مضى الى قيادة حازمة ونقيب قوي و مستقِل ونزيه ، بصير بموقع الفتق قادِر على رتقِه..نقيب يشهد له ماضيه القريب والبعيد ومنذ شبّ عن الطوق بالشجاعة والنزاهة والتعالي عن السفاسف وبُنيّات الطريق والذود عن المظلومين ومواجهة الظالم: ولو كان الثمن الحرمان من كعكة الفساد المُغرِية التي فتحت أفواها وأتخمت بطونا..
إن الاستاذ براهيم ول ابتي وبمجرد مطالعة عابرة لسيرته الشخصية يُدرك القارئ فورا والمُراقِب ، أنه من طينة أخرى..طينة الحق ونُصرة الحق والثبات على المبدأ.. وليس من فئة محامي الحقيبة ومُقدّم الأتعاب..وهي الفئة الكاثِرة ، ولن تُغني عن عدالتِنا ومنظومتنا القضائية شيئا..
إن البذلة السوداء التي تأزّر نقيبُنا ذ. براهيم وارتدى عقودا ، وفيها أفنى شبابه وطاقته وعطاءه: بذلة بيضاء.. ناصعة البياض تنبُضُ بقلب كبير و مَدَد الصبر وعطاءٍ من الصّدعِ بالحق ، غير مجذوذ..
ومما يُقوّي الأمل في نهوض عدالتِنا من عثرتها وجِدّة قضائنا بعد ترهّلِه أن يسوس العون الأهم للقضاء "النقابة الوطنية للمحامين" رجل أدرى بشعاب مكة ويعرف من أين تؤكل الكتِف..واستبشرتُ خيرا كغيري بخبر ترشّح الاستاذ براهيم لهذا المنصب الخطير وتفاءلتُ بما أحرز من تقدّم في استطلاع الرأي داخل القطاع والانضمامات الوازنة لحملته وإنها فرصة ذهبية للمحامين لاختيار نقيب يُمثلّهم جميعا ومنهم واليهم وعرفوه في الضيق والفرج وهي كذلك مسؤولية كل منتسب للقطاع أن يعمل جهده لإنجاح الترشّح والفوز بكرسي النقيب الذي هو فوز للعدالة والنزاهة والحق والاستحقاق.. والفرصة لا تأتي مرتين وابراهيم ول ابتي لا يجود به الزمن مرتين..
محمد العاقب بن الشيخ الحضرامي