
خاص/ اقلام - خلال زيارته الاخيرة لنواكشوط لحضور قمة دول تحالف الساحل، تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بخصوص الأزمة بين السلطات الموريتانية والشركة الفرنسية السنغافورية اريز الحاصلة على صفقة بناء واستغلال ميناء للحاويات فى نواكشوط خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وهي الصفقة التى هي الان موضع تحقيق من طرف لجنة برلمانية .
وقد دافع ماكرون عن موقف الشركة طالبا من الغزواني السماح لها باستئناف عملها بعد طرد مدير ميناء نواكشوط المستقل لها من المكاتب التى كانت تستأجرها فى الميناء، وان تقبل الحكومة الموريتانية بالتفاوض معها حول الاتفاقية الموقعة بينها والحكومة السابقة.
وحسب مصادر اقلام فقد استجاب ولد الغزواني لطلب الرئيس الفرنسي، حيث ابلغ مدير ميناء نواكشوط، سيد احمد ولد الرايس، شركة اريز من خلال رسالة رسمية إلغاء قراره السابق بمنعها من استغلال مكاتبها فى الميناء وانه اصبح بامكانها استعادة مقرها السابق .
وفى يوم 2 يوليو الجاري اجتمع وزير النقل محمدو ولد امحيميد مع السفير الفرنسي بنواكشوط، روبير موليي، وبحضور مدير ميناء نواكشوط، سيد احمد ولد الرايس، لمناقشة قضية اريز، حيث عبر الجانب الموريتاني عن رغبته فى مراجعة اتفاقية ميناء الحاويات المبرمة مع اريز من طرف النظام السابق، وخصوصا البند المتعلق بفترة تشغيلها للميناء والمحددة فى الاتفاقية ب 30 سنة فى حين تريد الحكومة الحالية تقليصها بخمس او عشر سنوات، وهو ما تعترض عليه شركة اريز متذرعة بضخامة المبالغ المستثمرة من طرفها والتى تتطلب استعادتها هذه الفترة.
وتم الاتفاق على إطلاق مفاوضات مباشرة بين الحكومة وشركة اريز حول مراجعة الاتفاقية، على ان يصل وفد من الشركة الى نواكشوط الشهر المقبل لمقابلة وزير النقل ومدير ميناء نواكشوط للتفاوض حول النقاط الخلافية.
وقبل بدء المفاوضات بين الطرفين ستستأنف اريز اشغال بناء رصيف الحاويات فى الميناء والذي توقفت نهاية شهر مارس الماضي.
الالتفاف على اللجنة البرلمانية
تعمل لجنة التحقيق البرلمانية فى قضايا الفساد منذ 14 فبراير الماضي على تتبع خيوط وملابسات صفقة التنازل عن ميناء الحاويات بميناء نواكشوط لصالح Arise فى الأشهر الاخيرة من حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ومع ان شركات عالمية لها خبرة كبيرة فى تسيير الموانئ من بينها Bolloré Logistics وموانئ دبي عبرت عن رغبتها فى الشراكة لتطوير جناح الحاويات بميناء نواكشوط، غير ان الصفقة تم منحها فى النهاية للشركة السنغافورية اريز.
واستمعت لجنة التحقيق البرلمانية فى بداية شهر مارس الماضي الى مدير اريز موريتانيا ومسؤول العلاقات الخارجية بالمجموعة.
وللإفلات من كماشة تحقيقات اللجنة البرلمانية، تحركت Arise Mauritanie (من بين المساهمين فيها الصندوق الفرنسي مريديام) لاجل الحصول على دعم الدبلوماسية الفرنسية للضغط على نواكشوط لوقف التحقيقات.
ولاحتواء ضغوط ولد الرايس واللجنة البرلمانية قامت Arise باللجوء الى مكتب المحاماة البريطاني Linklaters ومجموعة ADIT للعلاقات العامة التى يديرها برينو دلاي (مستشار سابق للشؤون الأفريقية لفرانسوا ميتران ومستشار لدى الصندوق الفرنسي مريديام فى جميع ملفاته فى افريقيا).
وقد انفقت اريز حتى الان 40% من مبلغ 310 مليون الدولار المخصص من طرفها للاستثمار فى مشروع بناء واستغلال رصيف ومحطة للحاويات بميناء نواكشوط، على ان يبدأ استخدام المحطة فى الفصل الاول من عام 2021