قد لا يخلو قطعا ذلك العمل من ظل الصراع الشديد الغامض، بين المدبرين الرئيسين الظاهرين، لانقلاب 2005،إثر رجوع عزيز للبلاد بعد سفره إثر التنصيب ،1/8/2019.
عودة مدروسة أم توقيت مثير!.
و صاحب طموح السلطة عقيم،لا ولد له و لا صديق و لا عاطفة ،سوى مبدأ تكريس السيطرة و الهيمنة الأحادية المركزية على الحكم،و لعل ساحة الحكم و السياسة،بالدرجة الأولى،ليست ساحة غزل و صداقة و عواطف رقيقة حالمة جياشة،الوضع مختلف تماما،لأن الطبيعة السلطوية القذرة غالبا،تفرض العمل بالقاعدة الغابوية "التليدة" السحيقة،فى تاريخ الصراع،على وجه هذه الأرض الملتهبة...البقاء للأقوى!.
إن صراع الظهور و الغلبة و الواجهة و المعانى و المغانم،صراع أزلي حتمي،لا فكاك منه،لكن الشعوب الحاذقة و الأطراف المعنية،تخوضه قطعا،لكن بقصد الوصول للأهداف المرسومة،بأقل الخسائر،و حين يدخله المصلحون من أجل الترجيح و تقليل المخاطر فحسب،قد تكون المخاطر أقل ضررا فعلا،بإذن الله.
إن التراجع عن العملية التحقيقية،التى تشرف عليها تلك اللجنة البرلمانية،و المثيرة للجدل المشروع،فى توقيت تشكيلها،و بوجه خاص فى بعض أعضائها.
أقول هذا التراجع ممكن،فى لحظة ما،لكنه من جهة ليس ما يفهم من السياق ،و من جهة ثانية،و هو الجانب الأكثر مدعاة للحساب و الحذر،سيشكل فرصة للرأي العام المحلي و الدولي،للضغط فى اتجاه آخر ربما،مما قد يعيد البلد،لا قدر الله،للمربع الانقلابي الفوضوي السيزيفي العقيم المهلك الممزق!.
إن عمل اللجنة لن يخلو من نسبة ما، من تصفية الحسابات و ترجيح أحد الطرفين،عزيز و فريقه أو غزوانى و فريقه،و رغم الغيوم و المخاطر النسبية المحدودة،بإذن الله،الممكن تجاوزها ،بإذن الله،إلا أن ذلك يستدعى ازدواجية القصاص المريح الموزون ،دون الوصول للتصعيد التفجيري المدمر.
حيث لم يقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم،الشفاعة فى المخزموية،و أقسم قائلا:"لو سرقت فاطمة لقطعت يدها".
لكن الوضع الآن مختلف، فكل الأسماء المذكورة مشتركة و شريكة عن قصد و سبق إصرار،و إن بصورة متفاوتة،فكيف نحكم أو نجيز حتى صحة و سلامة و شفافية و موضوعية و عدالة محاكمة بعضهم للبعض الآخر؟!.
مواصلة التحقيق شر و فتنة لابد منها،و التراجع عنها أخطر و أدهى و أمر،فلتتم على الأقل بحذر و حساب دقيق ، و من باب ترجيح الكفة الأكثر خدمة للتماسك و الاستقرار،و مهما كانت عيوب العملية برمتها،فسيكون الأغلب الأعم، الاصطفاف فى جانب الدولة و قيادتها الراهنة،تحت رئاسة محمد ولد الشيخ الغزوانى،عسى أن لا تنفلت الأمور،و يوصل المركب المهزوز المتموج،لشاطئ الأمان،بإذن الله،دون تساهل أو غلو،و هو ما نرجو من الله،أن يتحقق،بإذن الله،و سيحصل إن شاء الله.
اللهم آمين.
إن الله يحب أن يسمع الفأل الحسن،كما ورد فى حديثه الشريف، صلى الله عليه وسلم،من رواية ابن ماجه.
النظام القائم سيجد نفسه قريبا، أمام أحداث مشحونة و محطات استثنائية صعبة، تستحق بصراحة، ازدواجية الصرامة و الحذر،لكننا ،بمشيئة الله و إذنه ،سنعبر قنطرة الفتنة الحالكة،بشرط التفافنا جميعا، حول قياداتنا الأمنية و العسكرية و المدنية،تحت إشراف صاحب الفخامة،الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى،و على أن لا نفرط فى التلاعب بحساسية المنصب القيادي الأول،الرئاسة ،سواءً كانت سابقة أو لاحقا،و لو أقدم صاحبها على فعل شنيع،مثلما حصل مع عزيز و غيره.
فمن جهة لا يمكن التغاضى، و من جهة أخرى، لعل مخاطر المبالغة فى القصاص،و لو كان مشروعا ظاهريا، أدهى و أمر،و قد تفضى لا قدر الله،لما لا تحمد عقباه!.
إن ولد عبد العزيز و تركته الثقيلة فى كل مجال،مشروع فتنة وشيكة مدلهمة،على رأي خصومه و لست منهم قطعا،باتت فى الأفق القريب،و أننى شخصيا،موقن،بإذن الله،على قدرة جميع الموريتانيين ، سلطة و شعبا و حتى المتهمين،على تجاوزها كليا،إن شاء الله.
و المتهم بريئ حتى تثبت إدانته.
و ينبغى أن تكون محاكمة ولد عبد العزيز،جيدة التحضير و خاطفة،لساعات فقط،و أتوقع الحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ و رد الممتلكات الواضحة المصدر، المدان قانونيا،و سيمنعه هذا من التفكير فى الترشح،و المصلحة قد تأتى كرها أحيانا.
فإبعاده عن مسرح التجاذبات السياسية الحادة، أفضل لصحته و لنا و له،بإذن الله،أما رؤوس المافيا الآخرين،فأقل خطرا،و ينبغى التعامل معهم،بحزم مضاعف و حذر شديد،بإذن الله.
و عموما الأفضل لنا جميعا،اعتماد صيغ سريعة و رادعة و عادلة، و بعيدة تماما من تصفية الحسابات و أي شكل من الظلم المدمر و التساهل المدمر .