حسب شركة سيغما للاستشارات( التي تعد إحدى أهم الشركات الاستشارية في شمال إفريقيا، حيث يتواجد مقرها في تونس وفروع في كل من مصر وليبيا والجزائر والمغرب والخليج وفرنسا، وهي شركة رائدة في الإقليم في مجالات التسويق والإعلام وسبر واستطلاعات الرأي)، فإن التسريبات الأولية غير الرسمية حول النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس التي أجريت الاحد، وأغلقت منذ ساعة آخر مكاتب الاقتراع في عموم تونس، تفصح عن مفاجأة مدوية من العيار الثقيل، بمثابة زلزال سياسي في تونس حيث جاءت تلك النتائج الأولية مخالفة للتوقعات، وأطاحت بجميع رموز الدولة سواء الحاكم منها أو التي توجد في المعارضة!
تقول هذه التسريبات أن الأستاذ الجامعي قيس سعيد ورجل الأعمال الموقوف بتهم التهرب الضريبي وغسيل الأموال نبيل القروي قد حلا في المرتبتين الأولي والثانية، مما يعني أنهما المتأهلين إلي الدور الثاني، وكانت النتائج حسب تلك التسريبات:
1. قيس سعيد (استاذ جامعي وفقيه دستوري) 19,5%
2. نبيل القروي(رجا أعمال وصاحب قناة نسمة الفضائية) 15,5%
3. عبد الفتاح مورو(مرشح النهضة) 11%
4. عبد الكريم الزبيدي(مرشح المؤسسة العسكرية والامنية ومرشح نداء تونس) 9,4%
5. يوسف الشاهد ( مرشح مؤسسة الحكم الحالي) 7,5%
6. الصافي السعيد ( كاتب ومرشح القوميين) 7,4%
وحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بلغت نسبة المشاركة العامة في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في دورها الأول 45,02 بالمائة في داخل تراب الجمهورية التونسية فيما بلغت 19,7 بالمائة في الخارج.
هذه النتائج تعطي مؤشر غاية في الدلالة والوضوح، مفاده أن الناخب التونسي صوت بطريقة عقابية ضد المنظومة السياسية الحالية وقرر تغيير النظام برمته (محليا يسمي السيستام) وتغيير الطبقة السياسية بالكامل، فالفقيه الدستوري قيس سعيد ورجل الأعمال نبيل القروي لم يتقلدا قط مناصب رسمية وليسا جزء من منظومة النظام الحالي(المعارضة أو الموالاة اللتان يتناوبان علي الحكم منذ 2011). وهما ليسا جزء من الدولة العميقة ذات الجذور البورقيبية.
هذا الخيار سيرمي بظلاله الكثيفة علي الانتخابات التشريعية القادمة التي ستجري بعد شهر من الآن.
ساعات قليلة تفصلنا علي الإعلان الرسمي عن النتائج حيث يعكف آلاف الموظفين المتطوعين علي فرز الأصوات بطريقة يدوية وآلية.