بعد شهر تام تقريبا،من الصيام و القيام،ها نحن جميعا، فى الأغلب الأعم،نتطلع لعيش و حضور،بإذن الله،عيد الفطر السعيد،لسنة ١٤٤١ هجرية،بلا كورونا تقريبا،بالمقارنة مع عاشه العالم هذا العام ،منذو دجنبر ٢٠١٩،منطلقا من الصين،و ولاية وهان تحديدا،ثم انتشر و تمدد و أرعد و أزبد،حتى لم يعد للعالم برمته،من شغل شاغل مخيف مروع مربك بامتياز،و على كافة الصعد ،سوى وباء "كورونا"،الذى أتحاشى "التعلين" عليه،مظنة غالبة،أنه قطعا جندي من جنود الرحمان،جاء لتذكرة الناس و كافة المخلوقات، فى هذا الكون الفسيح،أن لهذه الكينونة ربا واحدا،يستحق وحده العبادة،و اتباع أمره المنزل،الدين الخاتم (الإسلام)،بعدما ابتعدنا كثيرا،كل من موقعه، من الذات الإلاهية و ما أرشدنا إليه شرعه، جل شأنه،الله سبحانه ، ما أعظمه و أحلمه،سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم.
أما اليوم فى موريتانيا،بعدما انتبهنا جميعا أن أهم شيئ فى هذه الحياة،بعد الإيمان هو العافية و الصحة،و تذكرنا جميعا هنا محليا ،قبل أن نذهب بعيدا،أن جمع المال الحرام و المشبوه،سبب لتخريب الإيمان و الصحة معا،فالأجدر بنا فى سياق البحث عن التقوى،الاكتفاء بالقليل و الخوف من الجليل و العمل بالتزيل و الاستعداد ليوم الرحيل،و عسى أن يكون "كورونا" ،العابر بسلامة من ديارنا غالبا فحسب،جاء للموعظة و تحقيق مناط الشرع و التوبة النصوح،فبادرنا إليها،بإذن الله أجمعين،و حرصنا جميعا أيما حرص ،على عموم صنوف البر و الدعاء،لدرء و طرد الوباء عن بلادنا و سائر بلاد المسلمين و عن العالم أجمع،الذى سيصبح بعد غد،بإذن الله،مع أيام الفطر فى مطلع شوال من سنة ١٤٤١ هجرية(سنة 2020ميلادية)،عالما مختلفا،فى كليته،و أقرب إلى الله،إن شاء الله.
و نحج هذا العام و نعتمر،محلقين و مقصرين،و نرجع إلى ديارنا جميعا، سالمين غانمين،و ما ذلك على الله بعزيز.
قال رسول الله، عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم:" إن الله يحب أن يسمع الفأل الحسن"رواه ابن ماجه.
و باختصار عيد سعيد بلا "كورونا"،بإذن الله.