
قدمت الخبيرة الموريتانية زينب بنت بدي، رئيسة مركز آسية للإضطرابات النمائية وتعديل السلوك، في الملتقى المغاربي للمهارات المنعقد بالمغرب.
وتمحور العرض حول معالجة الاضطرابات النمائية وتعديل السلوك، وأبعاد المناطقي والفكري والسوسيولوجي.
وأشارت الأخصائية الاجتماعية بنت بدي الي أن الوعي الذاتي، وإدارة الانفعالات، والعناية الذاتية للأطفال المعاقين هي أمور جوهرية من بين أخرى ستحدد ملامح الشخصية وتضفي عليها سمات إيجابية، هي الكفيلة بجعل صاحبها قادرا على مواجهة الأمور والقرارات المثيرة للغضب أو الحساسية، لأنه حين يكتسب هذه المهارات سيتعلم تقنية ضبط الأمور، والتعامل معها بمرونة وراحة بال، وإلا فستظل توافهُ الأشياء تعصف براحته النفسية وتركيزه لذهني.
وأضافت بأن الطفل المعاق في مرحلة معينة من عمره اللغوي يجب أن نضيف إلى باقة الطفل تنمية التفكير وهي مهمة جدا من ناحيتين، الناحية الأولى نضبط بها بعض سلوكياته المعدلة كعدم التركيز وتشتت الإنتباه، والناحية الثانية نمنحه سلوكيات جديدة تتمثل في التأمل والتركيز وقوة الملاحظة، وهي عوامل بناء لتنمية التفكير وفتح الآفاق الذهنية، وتوسيع المجالات الإدراكية لعقول
الأطفال.
واعتبرت الخبيرة بأنه في موريتانيا مثل عربي يقول: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر ولهذا التعبير البليغ دلالة متفق عليها من طرف جميع المدارس والمناهج الفكرية للتربية الخاصة، التقليدية منها والحديثة. ً مفادها أنه كلما وفرنا الآليات التربوية في وقت مبكر كلما كان ذلك رافعا لنسبة التفاعل الإيجابي والقابلية لاكتساب المهارات، والقدرة على تعديل السلوك، والعكس هنا صحيح ، كلما تأخرت العملية التربوية كلما تأخر النمو العقلي للطفل وازداد فقره اللغوي، لتزداد بذلك الصعوبات حول قابلية اكتسابه للمهارات الحياتية. إن مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية لأسرته هو أمر يزرع فيه بذور المسؤولية والإحساس بالآخر ويعزز لديه مع الوقت الثقة بنفسه بأنه عنصر فاعل في الأسرة، يتحمل من أعبائها ما يتحمل سواه، وينجز من المهام الموكلة إليه ما ينجز غيره، فتذوب لديه بعض السلوكيات المشينة كالأنانية والاتًكالية والإحساس بالنقص أو الدونية.