مع التهاطلات المطرية التي شهدتها العاصمة نواكشوط لليلة البارحة ، وما صاحبها من برك ومستنقعات علي الشوارع والطرقات وقربالأسواق والمستوصفات ،يتبين حجم مخاطر الكهرباء والكابلات الكهربائية العشوائية التي تنتشر بكثرة فالأعمدة الكهربائية تحمل فيالغالب جهدا عاليا جدا ، إضافة أنها من أكثر أسباب الحرائق التي تصيب المنازل بسبب الأسلاك والكابلات الكهربائية،والتوصيلاتالكهربائية الخاطئة .
وحرصا منا في الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة على تثقيف المجتمع حول المخاطر المحتملة للكهرباء فقدرأينا أن نكتب عن هذه الظاهرة حتي نسهم في توعية المواطنين.
أصبحت أسلاك وكابلات الكهرباء المكشوفة التي تمتد في الشوارع و تتدلي بالقرب من المنازل وعلى ارتفاع قريب منمواقع عمل مختلفة وغيرها، تشكل خطرا وكابوسا يؤرق المواطنين الذين يعيشون تحت رحمتها خوفا على حياتهم أوحياة ذويهم و خاصة الأطفال الغير المدركين للخطر القريب منهم، رغم أن قوانين السلامة تفرض بعد الأعمدة والأسلاك عنالمنازل مسافة تنعدم عبرها إمكانية الوصول إليها.
حوادث أليمة لضحايا الصعقات الكهربائية تُسجل كل خريف ،فإننا في الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنيةوالمحافظة على البيئة ،ندعوا إلى مراجعة شاملة للأسلاك والكابلات خاصة ذات الجهد العالي وتحت الأرض ،والتيتجعل منها المياه التي تتراكم فوقها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في كل لحظة.
من هذا المنطلق سنحاول أن نوضح خطر هذه المشكلة وكيف يمكن أن تتحول خدمة وفائدة الكهرباء إلى خطر على الأرواحوالحياة، تلك الأسلاك الكهربائية المرمية في وسط أو طرف الشارع وعلى أسطح المنازل تفتك بهذا وتحرق آخر بشراراتهاالقاتلة. ورغم الضحايا الذين يسقطون بين الحين والآخر في مآسٍ يندى لها الجبين إلا أنه لاحياة لمن تنادي من قبلالمعنيين وكأن الأمر إهمال متعمد.
المطلوب اليوم من وسائل الإعلام والجهات المعنية تبني حملة إعلامية توعوية مكثفة للتعريف بمخاطر المشكلة وأضرارهاعلى الفرد والمجتمع وممتلكاته وعلى خدمة الكهرباء وجودتها وكذلك المظهر العام وحركة الشارع والأعمال المختلفة،والقيام بتحرك جاد وفعال من قبل الجهات المختصة وتعاون المواطنين وإيجاد الحلول المناسبة بالتدرج لمعالجة هذهالمشكلة.ونعلن في الجمعية استعدادنا لخوض حملة تحسسية حول هذه المخاطر .
وكما نعلم فإنه لابد من التحفيز والدعوة الجادة والصادقة لإيجاد الحل اللازم للسيطرة على اتساع نطاق خطر ومآسيهذه الظاهرة التي صارت تؤرق الكثير، وتزهق الأرواح وتسبب العاهات والإعاقات وتضاعف من أعباء المواطنين بمختلفمشاربهم.
إضافة إلى تناول ذلك بعيداً عن الإشارة إلى طرف ما وتحميله المسؤولية الكاملة ،فالكل يعرف مقدار المسؤولية التييتحملها وكذلك إسهامه في صنع هذه المشكلة الخطيرة وما يتوجب عليه فعله للحد من آثارها المأساوية وتفاقم أخطارهاأكثر فأكثر خصوصا وأننا على أبواب فصل الخريف حين يتفاقم الخطر أكثر مع تساقط الأمطار.
هنا في الختام نستعرض أهم الاجراءات الاحترازية :
-وجود خارطة كابلات الجهد العالي في كل الأحياء السكنية و فصلها أثناء التساقطات المطرية حرصا علي حياة المواطنين.
-توفير معدات شطف مياه قرب بيوت توزيع الكهرباء الخطرة.
-رفع الكابلات الكهربائية في محطات التوزيع عن مستوي المياه وتسييجها بأكياس من التراب ضد المياه .
-إنشاء غرفة عمليات طارئة، تشرف على غرف الطوارئ بالتنسيق مع السلطات المحلية للإبلاغ عن التماس الكهربائي وارسال فرق فنيةمتخصصة للعزل.
الابتعاد عن التوصيلات الكهربائية والأسلاك، التي تعرضت لمياه الأمطار لكي لا يصاب احد بصعق كهربائي.
الحذر من ملامسة أعمدة الإنارة في الشوارع وعدم تشغيل أو إطفاء الأجهزة والمفاتيح الكهربائية إذا كانت مبللة.
الإبتعاد عن المحولات والعدادات والتوصيلات الكهربائية،
محمد عينين احمد/رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة