قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، السبت، إن الكرملين ووسائل الدعاية الموالية له يشنون حملة واسعة لتشويه صورة زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين على خلفية تمرده الفاشل، وبالمقابل ينشرون "بروباغندا" تصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "منقذ" روسيا.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن بريغوجين، الذي ارتفعت شعبيته بشكل ملحوظ قبل التمرد، مهدد بالمحو سياسيا، بطريقة مشابه لما حصل للمنافسين في عهد الرئيس السوفياتي السابق جوزيف ستالين.
وفقا للصحيفة فإن أجهزة الدعاية القوية في الكرملين تعمل بشكل مفرط لتشويه سمعة بريغوجين وإبراز بوتين كزعيم حكيم أنقذ روسيا من الحرب الأهلية وأثبت "نضج" دولته وقوتها.
الصحيفة أشارت إلى أن التلفزيون الحكومي ووسائل الإعلام والدعاية الموالية للكرملين تبث مرارا سلسلة من التقارير المنسقة التي تلطخ سمعة بريغوجين في محاولة منها للتلاعب بالمشاعر الشعبية وكذلك إبعاد صفة الضعف عن بوتين بعد قرار إسقاط التهم عن منفذي التمرد.
كذلك تحاول هذه الأطراف التعامل مع "مشكلة سياسية خطيرة" تتمثل بارتفاع شعبية بريغوجين في صفوف المتشددين والقوميين الروس المؤيدين للحرب ضد أوكرانيا، وفقا للصحيفة.
كشف التمرد الذي قامت به مجموعة فاغنر عن وجود انقسامات عميقة سببتها حرب بوتين في أوكرانيا، وبالتالي تشير الصحيفة إلى أن الكرملين لديه حاليا ثلاثة أهداف رئيسية مهمة.
الأول، هو هدم صورة بريغوجين وسحقها تماما، والثاني، زيادة القمع ودعم النظام، والهدف الثالث والأخير يتمثل بإعادة صياغة صورة بوتين وتصويره على أنه شخصية ديناميكية وموحدة.
في أحد الأمثلة التي أوردتها الصحيفة، تشير إلى أن مذيعة تلفزيونية معروفة على قناة "إن تي في" ظهرت مؤخرا وهي تردد أن "الاستقرار الذي يضمنه بوتين ويرمز إليه للجميع أصبح اختيارا واعيا لمجتمع ناضج بالفعل.. لقد تم اجتياز اختبار الوحدة."
وتبين الصحيفة أن التلفزيون الحكومي وقنوات تليغرام الموالية للكرملين بذلت جهودا كبيرة هذا الأسبوع لمهاجمة بريغوجين ووصفته بالمتوحش وصورته على أنه محتال وبلطجي جشع.
كما داهموا منزله في بطرسبرغ وبثوا صورا تظهر قصره الفاخر وبنادقه وأكوام النقود والسبائك الذهبية وطائرة هليكوبتر شخصية وجوازات سفر مزورة وشعر مستعار.