عملتنا القومية رمز مهم في سيادتنا الاقتصادية والنقدية. وقد مكننا الخروج من العملة الموحدة لغرب إفريقيا من تجسيد كياننا وتعزيز سيادتنا وتوسيع هيبتنا واحترامنا في الجوار، بالإضافة إلى اكتسابنا للجرأة والخبرة في الغوص إلى أبعاد جديدة وتحديات جديدة في سعينا لاستقلال تام عن القوة المستعمرة السابقة وهياكلها وأدواتها.
أسمينا عملتنا <الأوقية> وهو شيء مثير للإعجاب والفخر، فلا ورقة نقدية تحمل هذا الاسم في الكون كله، هذا شيء خالص وخاص لوطننا، لا يشاركنا أحد هذا الاسم ولا ينازعنا فيه. ولا أحد إذا يستطيع أن يهمز أو يلمز أو يتهمنا بالتقليد أو النسخ كما هو الحال في العملات العربية المشتركة من مثل (الدينار) و(الدرهم) و(الريال)، ونفس الحال أيضا في العملات الأجنبية ك(الفرنك) و(الدولار) و(الجنيه).
عملتنا، كما أسلفت، جزء هام في توطيد سيادتنا الاقتصادية والنقدية. وقيمتها الحالية لا بأس بها، فهي أفضل حالا من عملات كثير من دول العالم، فعملتنا على سبيل المثال-لا الحصر-أقوى قيمة من عملات إيران ولبنان وفنزويلا، بالإضافة إلى أنها أقوى من العملة الموحدة لغرب إفريقيا (فرانك سيفا) ولوسطها كل على حدة (لكل منهما عملة تخصه).
تحية تقدير ووفاء للرئيس المختار على شجاعته وعزمه في سك (الأوقية)، رغم الرياح غير المواتية والضغوط الممارسة، فلولا إرادته الحازمة، لكنا ربما الآن مازلنا جزء من المجموعة الاقتصادية ومن الفرنك الغرب إفريقي.
تحية عز وشموخ وصمود للأوقية في يوبيلها الذهبي، وأتمنى على الإخوة في البنك المركزي أن يفكروا في إخراج الأوراق النقدية المقبلة باحترافية أكثر وفنية أكثر. لست خبيرا في المجال، ولكن بنظرة متعجلة، يمكن للناظر أن يرى أن النقود الورقية في نسخها الأخيرة وحتى مع استخدام البوليمر لا تصمد كثيرا فمع التداول تذبل وتمنحي وتتلاشى، مما يحتم تبديلها في أوقات قليلة.
ما المانع أن تسك العملة الوطنية من نفس الخام الذي يسك منه الدولار الأمريكي؟ فالأخير يستطيع تحمل كثرة التداول من دون أدنى خوف أن تذوب أوراقه أو تتلاشى، فلم لا نفكر في إنتاج عملتنا من هذا الخام؟ وقد يكون في الأمر ترشيد، فكثرة طبع الأوقية وفي أزمنة متقاربة، يؤدي إلى فاتورة باهظة؟ لم يمض بعد كثير على استخدامنا لخام البوليمر، وعملتنا في حالة رثة وبالية، فلماذا لا يفكر مسئولونا في عملة مبتكرة ومستدامة وبلمسات فنية؟